اخترنا لكمسوشيال ميديا

ويستمر مسلسل الفواجع

تتوالى الهزّات والفواجع، وكأن قدر المواطن السوري أن يبقى بحالة توتر و”هزّ بدن”، ألا تكفيه هزّات المعيشة، فقد بات يدرك أنه في خطر حتى وهو تحت سقف بيته.
فاجعة حلب بانهيار المبنى السكني على قاطنيه، ووفاة عشرة أشخاص وربما أكثر، إضافة إلى عدد من الجرحى، ليست الأولى ولن تكون الأخيرة، فاجعة ستضاف إلى قائمة فواجع السوريين اليومية، سيمرّ الخبر مرور الكرام، وكأن شيئاً لم يكن.

أن يصل المواطن لدرجة يفقد أمنه ضمن بيته، تلك مصيبة المصائب، أن يشعر بأن معيشته باتت مقلقة له ولمن حوله،إنها المأساة بحق، لاأحد يكترث، لامسؤولين، والحكومة في وادٍ و مطرح آخر، هاهي نتائج الفساد والإهمال تبرز وتظهر ملحقة الموت بأرواح بريئة، لا ذنب لها، وأيدي الإثم والغدر والفساد تبعث بعدادات موت أناس فرحوا كثيراً عندما اشتروا سقفاً يؤويهم، لكن كانوا في غفلة عن أمر ذاك الوحش الذي سيلحق بهم الحتف ويضع حدّاً لحياتهم،إنه وحش الفساد، ناموا مطمئنين أنهم في مأمن لكن…!

محسودون نحن السوريين،أصابتنا عين الشرّ والفساد والمحسوبيات، ناهيك عن إهمال الإدارات المتراكم وعلى مدار سنوات.
ألا يكفي المواطن أن يعيش حالة التوتر الدائم والقلق من حاضره ومستقبله،لقد امتلك الأغلبية شعوراً بالعجز والوهن، بالفشل، بعدم تلبية أبسط المتطلبات الحياتية الضرورية، في ظل تآكل الرواتب وتعدد الضرائب والفواتير، وانحدار القوة الشرائية وتضخّم فاحش للأسعار،لقد ماتت كل مشاعر المتعة بالحياة،وأي حياة إذا كان الإهمال والفساد يقتل المواطن تحت سقف بيته.

هل وصلنا لمرحلة فقدنا كل شيء،حتى طعم الحياة وسيطر على عقولنا الخوف من القادم،وبتنا نتوقع الأسوأ دائماً،بعد أن قال الفساد كلمته ولم نفلح في إصلاح النفوس، ولم تعد المعالجات تأتي بنفع تجاه سياسات خاطئة من إدارات متعاقبة،فإلى متى يبقى المسؤول الفاسد يرتكب الأخطاء ويسبب الويلات والفواجع؟.

صعبة هي الحياة بلا طعم،صعبة هي الأيام التي باتت فقط أياماً نمضيها، صعب أن تصبح الحياة على هذه الشاكلة،والأصعب أن الفاسد يرتع، بلا حساب ولا عقوبات، في وقت تفشّت الأخطاء و المحسوبيات وتراجعت القيم وتبدلت النفوس وتاهت بين الدراهم والليرات،والمواطن مسجل أنه على قيد الحياة، إذا سلم من تركات الفساد وضَمِنَ سلامة روحه فهو لا محالة ميت وهو على قيد الحياة، ودمتم سالمين.

هني الحمدان غلوبال نيوز

Visited 35 times, 1 visit(s) today