يسرقون 10% .. أسرار بركة الزيت يخفيها أصحاب المعاصر
دمشق..
مع وصول موسم عصر الزيتون إلى منتصفه، علت أصوات الفلاحين حول قطعية الزيت هذا الموسم (إنتاج)، وبحسب ما أكد عدد كبير من الفلاحين لـ”أثر” فإنهم الجميع غير راضين عن معاصر الزيتون ويقولون إن أسرار قطعية الزيت يخفيها أصحاب المعاصر.
ويشرح مسؤول سابق في لجنة المعاصر فضل عدم الكشف عن اسمه، لـ”أثر برس”، أن المعاصر الحديثة تختلف عن القديمة من حيث طريقة العصر وفرز الزيت، حيث في القديمة يرى الفلاح أن انتاجه يتم ضغطه عبر مدفع عصر الزيتون على درجة معينة، ومع ذلك تبقى نسبة 5 بالمئة من الزيت تذهب مع العرجوم، والدليل على ذلك أن العرجوم في المعاصر القديمة مرغوب ومطلوب وسعره أعلى من العرجوم في المعاصر الحديثة.
أما من خلال عصر الزيتون في المعاصر الحديثة، فيتاح للفلاح أن يرى رزقه خلال مرحلة العجين، ومن ثم يرى الزيت لكن لا يرى كيف يتم عصر الزيتون وعلى أي درجة، هذه الأسرار خاصة بأصحاب المعاصر التي تعمل على توفير درجة ومدة العصر من أجل توفير الطاقة من دون أن يعلم أحداً، وهذه من أهم أسرار المهنة.
ولفت المسؤول السابق إلى أن بعض أصحاب النفوس الضعيفة يعملون على تمديد أنبوب ينقل الزيت إلى خارج الفرازة بنسبة لا تقل عن 10 بالمئة من الزيت الناتج، وهنا يقف الفلاح أمام رزقه وهو الذي يقوم بجمع الزيتون حبة حبة ويعرف نسبة القطعية في كل أرض عندما يكون الزيتون وفيراً وعندما يكون الإنتاج قليلاً، لافتا إلى أن بعض الفلاحين يقومون بتغيير المعصرة ونقل الزيتون لمسافات بعيدة بناء على المعرفة أو السمعة، لكن للأسف جميع المعاصر لها هدف واحد تحقيق الربح عن سنتين وتغطية النفقات الكبيرة اليوم من أجور عمال و مازوت بالسعر الحر، كونه لا تصله كامل الكمية على الرغم من التوجه الحكومي لدعم المعاصر بمادة المازوت والمصاريف النثرية الأخرى من المكلفين بالإشراف على المعاصر وغيرهم، مضيفاً: “مكافأة أقل موظف اليوم تعادل عمل ساعة كاملة في المعصرة”.
بدوره، بين الفلاح مجد إبراهيم لـ”أثر” أنه قام بنقل محصوله من قريته إلى مسافة 40 كم لكنه لم يجد البركة المعتادة، لافتاً إلى أنه وجد أن المعاصر تعمل بعقلية واحدة وكأنهم متفقين على حصة 10 بالمئة غير الأجور المعلنة، كون تجربته قاطعها مع تجار آخرين توصلوا إلى نفس النتيجة “بركة الزيت يخسر منها الفلاح 10 بالمئة بطريقة لا يعرف أسرارها إلا أصحاب المعاصر”.
الخبير في تقليم الزيتون “أبو مجد” قال لـ”أثر”: “عند عصر الزيتون يسألك صاحب المعصرة هل تريد دفع الأجور نقداً أم زيت، وبناء على الجواب تجد أن لونه يتغير كون مصلحته في الحصول على أجرة العصر زيت أفضل من الحصول عليها كمبلغ مالي، على الرغم من أن أجرة عصر الكيلو 200 ليرة، وتأخذ المعاصر 225 ليرة ، ومع ذلك تجد أن القطعية غير مرضية وجميع الفلاحين يشتكون منها”، لافتا إلى أن الشكوى الجماعية تؤكد أن بركة الزيت يتم سرقتها، متسائلاً: من سيضبط هذه المعاصر الحديثة والرقابة غائبة تماماً”.
وتابع “أبو محسن” أن انتاجه من الزيتون قام بعصره في 3 معاصر وكانت النتيجة واحد البركة ناقصة، ويضيف: “قمت بتكييل الزيتون بمقياس التنكة التي نستخدمها دائماً ووزنه قبل أخذه إلى المعصرة لكن الكلمة الأخيرة لأصحاب المعاصر الذين يشكون دائماً من ارتفاع حجم المصاريف وقطع الغيار، وهذا ما يؤكد وجود سر في قلة بركة الزيت يخفيه أصحاب المعاصر”.
ويختم حديثه بالقول: “الرقابة على معاصر الزيتون من مسؤولية لجان العصر في المحافظات لكن على ما يبدو أن الرقابة بحاجة إلى رقابة”.
أثر برس