عندما تصبح ظروف الحجر الصحي “أشبه بالعار”
دمشق..
كما هو حال الناس في جميع أنحاء العالم، يشعر من تظهر عليه الاصابة بفيروس كورونا بالقلق الشديد من صدمة تحقيق اصابته، والاحاديث المتناقلة عن اسمه وعائلته، ليصبح الخوف من سمعة الاصابة أكبر من الخوف من الاصابة نفسها .
ويحاول الهروب من يشتبه بإصابته ويكابر على نفسه ويستمر في عمله كون تغيبه عن العمل أكثر من يوم تبدأ الثرثرة والاحاديث الجانبية والنشر الفيسبوكي المقيت حول اصابته، وخاصة في المناطق التي تسجل بها الاصابة الى أول مرة فتقع الكارثة بنقل العدوى الى جميع رفاقه .
يا جماعة دعونا نفكر بصوت عالي، ونكف عن الاحاديث الجانبية، ونقر أن المواطن المصاب وافدا كان أو مقيما أو مخالطا لا يتحمل المسؤولية، وعلى الجميع أن يعلم أن الحجر ليس عيبا ولا مذمة، بل فخرا وطنيا وانسانيا ومجتمعيا والوقاية ليس عقوبة بل فعل محبة واحترام تجاه الآخرين ووفاء للمضحين، وأن نربط المسؤولية الاجتماعية والوطنية بمن يقوم بالحجر المنزلي من تلقاء نفسه، وأن نكف عن هذه الاحاديث والثرثرة الجانبية الفيسبوكية، وأن نقر بأن الانتشار في سورية يسير بوتيرة عالية، وأن نقوم بالحجر المنزلي الذاتي وعدم الخروج الا للضرورة القصوى .
وقبل أن تطوف غرف العناية المركزة بالاصابات الحرجة، وأن نضطر الى استخدام الموت الرحيم لكبار السن ونزع المنفسة عنهم، دعونا نتحرك ونضغط على الحكومة لسن اجراءات صارمة لمن يخالف في وسائل النقل، أو على الافران، وتحقيق التباعد المكاني وفرضه في الاسواق المتنقلة التي تقيمها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك، وأن نعود الى ضبط التصريحات الاعلامية حول أعداد الاصابات والمحجور عليهم والمراجعين، وأن يكف بعض المسؤولين في الصحة عن الاحاديث الجانبية لعداد الاصابات، وأن نركز في توجه اعلامنا الى ان من يقوم بالحجر الذاتي حريص على وطنه وأهله حرص من يحمل السلاح ليدافع عنهم، وفرض سمعة من يقوم بالحجر بالموقف الوطني، وليس بموقف العاهرة التي يتم تناولها اليوم فيسبوكيا وفي الصالونات بأحاديث ما أنزل الله بها من سلطان .
واذا كان الحجر الصحي ليس مكاناً جيداً فما عليك سوى ممارسة النظافة الشخصية والتباعد الاجتماعي لتجنب هذه الاماكن، كما على الحكومة أن تعمل بعقلية تخفيف العمل في الدوائر الحكومية الى الحد الادنى، وتخفف من تنقل العاملين والاحتكاك في الشوارع وأن تعود الى الحجر الجزئي وخاصة ان مناسبة عيد الاضحى قادمة فيمكن تمديد العطلة والتخفيف عن الضغط على المشافي .
A2Zsyria