مالك صقّور قصّة نضال و إخلاص لا تنتهي
دمشق..
العظماء ينتشرون على مدّ الوطن، وهم دائما عندهم ما يقّدمونه لأنّ الرؤيا التي ينظرون من خلالها تختلفُ تباعاً لاختلاف فكرهم السّامق ومن هنا نبدأ في الحديث عن القيمة الفكريّة التي يعبرُ مداها مساحة الوطن فهي بمثابةِ السّدِّ المنيع الذي يمنعُ المتهّكين عن نشر رؤاهم السلبية، ولعلّ أهم تلك القامات الفكريّة التي كان لها دورٌ كبيرٌ في ردّ الظلم عن شركائها في القلم المناضل هو الأديب المتواضع مالك صقّور من استطاع بموقعه كرئيس لاتّحاد الكتّاب العرب في دمشق وفي وقتٍ قصير جدّاً أنْ يردّ اعتبار الكثير من المبعدين والذين اتّبعت معهم سياسة قادة الاتّحاد السّابقة قوانين صارمة جعلتهم يفقدون مكانتهم الفكرية الاعتبارية كأعضاء لاتّحاد كتاب العرب، اتّصل بهم منطلِقاً من حرصه على المكانة الرفيعة التي يجب أن يتمتّع بها اتّحاد الكتاب العرب من ناصر للمفكّرين وداعم لمسيرتهم النّضاليّة إذ كرّم معظم أدباء الاتحاد حيث صرف مابين 25000_50000 ليرة سوريّة لجميع أعضاء الاتحاد وحصّل من عقد الاستثمار مبلغاً إضافيّاً370 مليون ليرة سنويّاً بدلاً من 150 مليون ليرة كما أنّ الأستاذ مالك تمكّن من خلال النّهج النّزيه الذي يتّبعه أن يخدم الاتّحاد في الكثير من القضايا مادّيّاً ومعنويّاً فعلى سبيل المثال لا التّخصيص رفع قيمة عقد سيريتيل إلى مبلغ 350مليون ليرة بدلاً من 150 مليون
أما بما يخصّ تواضعه فتلك حكاية أخرى ولها ميزتها الخاصّة التي تجعل منه شخصاً متمايزاً عن كل من جاء إلى الاتّحاد كرئيس له فهو يفتح مكتبه وكأنّه منتدى ثقافيَاً يوميّاً أمام كلّ الكتّاب والزائرين بالإضافة إلى أنّه لا يستخدم سيّارات الاتّحاد لأموره الخاصّة وعندما تجلس معه ترى أنّك تحاور شخصاً عاديّاً فقط ما يميّزه ذلك الفكر العميق والثقافة الرّفيعة والإمكانات المعرفيّة العالية فهو أنتج أكثر من خمسين كتاباً نقديّاً وأدبيّاً شاملاً لكلّ الفنون الأدبيّة بالإضافة إلى اهتمامه الكبير بالأدب الغربي كتجربة أدبيّة رفيعة واعتنائه بالنّظريات النقدية التي تصقل موهبة المبدع وتجعله يخرج أجمل ما لديه من ملكات
وتجدر الإشارة أنّ الأستاذ مالك صقّور قد عمل رئيساً للاتحاد منذ آذار 2019 وتنتهي ولايته في 15/10/2020 فهل يمكن أن نقارن بين الوقت القصير الذي تولّى من خلاله مهامه في اتّحاد كتاب العرب وبين الإنجازات الكبيرة التي صنعها خلال هذه الفترة القصيرة، ماذا لو كانت ولايته كرئيس للاتحاد قاربت الخمس سنوات ما كميّة الإنجاز المحصَّلة من قبل هذا الشّخص للاتّحاد ولسورية عاصمة الثّقافة ومهد الحضارات.
إنَّ سورية الثقافيّة تستحقّ أن يبقى هؤلاء العظماء في مواضع القرار الثقافي لأنّهم يزهرون بقراراتهم وإنجازاتهم وأعمالهم الأدبيّة الإبداعيّة.
A2Zsyria