الفساد مغلف في مناقصات المنظمات الدولية في سورية
دمشق..
في الوقت الذي تتحدث فيه وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل سلوى عبد الله عن فساد المنظمات الدولية العاملة على الارض السورية، وتقول ان الالف ليرة المقدمة من المنظمات يصل منها الى سورية 100 ليرة، كانت مشفى الاطفال في محافظة حلب تدرس عروض اسعار لمناقصة مقدمة من برنامج الامم المتحدة الانمائي.
ومن ضمن العروض المقدمة وبعد فتحها والاطلاع على القيمة المالية المقدمة تعاد المناقصة بحجة عدم اكتمال العرض الفني ومن ثم يقوم أحد العارضين في المرة الثانية وبعد فضح الاسعار المقدمة بالتقدم الى المناقصة لم يكن من ضمن صفوف المتقدمين في المرة الأولى، وهنا السؤال بلا جواب من يراقب عمل المنظمات الدولية في سورية والفساد الحاصل؟ اذا كانت الوزيرة رأس الهرم في الوزارة تتحدث عن فساد المنظمات الدولية والجهات المانحة التي فرضت عليها بعض التفاصيل والخلل في تنفيذ المشاريع فماذا تتوقعون من خبايا بين المغلفات وفض العروض.
الفساد في المنظمات الدولية بحسب راي القائمين والمشرفين عليه يبدأ من المكتب الدولي للمنظمة مرورا بالمكتب الاقليمي ثم الممثل في سوريا الى الموظف في الوزارة وصولا الى الجمعية، كل هذا الفساد أدى ذلك الى حدوث الخلل في تنفيذ المشاريع، وفي تنفيذ العقود والمناقصات، وهنا على كبار المسؤولين والجهات الرقابية أن تسأل عن سبب منح المدراء رواتب شهرية أو سيارات، أو تقديم الهدايا الكبيرة لهم من قبل هذه المنظمات، هل برأيكم من البراءة والحس الانساني أن تقوم به هذه المنظمات بهذه المكرمة للمدراء، أم انها تدخل شركاء معهم في تقاسم الحصص من دون رقيب أو حسيب .
اليوم المناقصة في مشفى الاطفال في حلب خير دليل على اللف والدوران وكيفية توجيه العروض الى من تريده الإدارة، وكل هذه الاعمال من وجهة نظر القانون قانونية وتتم بشفافية، ولا يمكن ضبط الفساد فيها وحسن النوايا، فهل برأيكم كشف ارقام المناقصة من قبل المتقدمين ومن ثم تقديم عارض جديد لم يكن في المناقصة الأولى وترسى عليه المناقصة في الاعلان الثاني هكذا تم بمهنية وشفافية، على ما يبدو ان ضبط عمل المنظمات الدولية في سورية بحاجة الى عصا من حديد تغلق حلقة الفساد السوداء، وتمنع تلقي الهدايا والرشاوى والسيارات من المنظمات الدولية من قبل المدراء .
المنظمات الدولية في سورية تُخيّب آمال السوريين وتعمل على عكس ما يشتهون وتذهب المساعدات في مسارب لا علاقة المواطن بها، وبالتالي هي منظومة من الفساد متكاملة، تبدأ بالإعلان عن المناقصة الى فض العروض والعمل والتوزيع والاعمال السرية للمدراء، وما يجري من تحت الطاولة مفضوح ومكشوف للجميع فمن يتعظ.
A2Zsyria