لأول مرة في سورية.. المياه أغلى من الحليب
أكد تجار خضار في أسواق الهال المحلية بالمحافظات أن بعض أسعار أصناف الخضار شهدت انخفاضا ملحوظا بعد عطلة عيد الفطر ، فيما حافظت أصناف أخرى على أسعارها المرتفعة وخاصة البندورة .
وبين التاجر ياسر مهنا في تصريح لموقع #جهينة _نيوز أن أصناف الفليفلة والكوسا والخس والخيار والباذنجان انخفضت في مناطق الإنتاج بنسب كبيرة، حيث يباع كيلو الكوسا بألف ليرة، والباذنجان ب500 ليرة، والخيار ب400 ليرة للنوع البلاستيكي، والفليفلة انخفض الكيلو إلى 1800 ليرة، والنوع الحد 2300 ليرة، والفول 400 ليرة، والبطاطا اليوم بدأت العروة الربيعية تعرض في الأسواق وأسعارها أقل من ألفين ليرة للنوع الجيد، وبالنسبة إلى الحشائش أسعارها مقبولة ورخيصة ومتفاوتة بين سوق وآخر .
وبالنسبة لسعر البندورة بين مهنا أن المادة المعروضة قليلة بسبب الأضرار التي لحقت بالموسم، والزراعات الجديدة بعد الأضرار بحاجة إلى أكثر من أسبوعين حتى ينتج بكميات جيدة، وبالنسبة للكميات المتوفرة في الأسواق يوجد نوع تصديري زرع من أجل التصدير وهو ذات كلف عالية، ولا يمكن بيعه في الأسواق وهناك أنواع من البندورة البلدية تباع بسعر الجملة 2300 ليرة .
وعن سبب فروقات الأسعار بين المحافظات وبين الأسواق بين مهنا أن أجور النقل المرتفعة زادت من أسعار البضائع، كما ارتفاع أجور النقل بين سوق الهال والمتاجر أيضا زاد من أسعار البضائع، والأسعار في سوق الهال تحدد بحسب العرض والطلب في حال كان هناك بضائع، ولا تحمل التخزين ينخفض سعرها وفي حال هناك طلب ولا يوجد بضائع ينخفض سعرها.
وبين مهنا انه بالعموم انخفض الاستهلاك نتيجة تراجع دخل المواطن وهذا أرخى بظلاله على السوق، حيث انخفضت كمية الشحن بين المحافظات عن السنوات السابقة بنسبة أكثر 60 بالمئة.
ومن خلال جولة في أسواق العاصمة دمشق ترى الفروقات واضحة و كبيرة جدا بين متجر وآخر، والسورية للتجارة أسعارها أغلى من جميع المتاجر، وهناك فروقات كبيرة بين أسعار مبيع الفلاح بحسب التنموي أكرم عفيف، وقال “لجهينة نيوز” الفلاح يبيع الخسة ب 100 ليرة وأجور نقلها من الغاب إلى دمشق 250 ليرة، والى الساحل 150 ليرة ،والوضع اليوم فرصة أمام السورية للتجارة لتسويق المنتجات كون المازوت مدعوم، والسائق مدفوع أجوره والنقل في سياراتهم لكن السورية للتجارة فقدت فرصة الحصول على مادة الخس كما فقدت فرصة الحصول على الفول الأخضر الفرط كون الأهالي كانت قادرة على بيعه بسعر 3500 وكونه لا يمكن تفريز الفول بسبب انقطاع التيار الكهربائي الطويل والفلاح يبيع كيلو الفول الاخضر ب500 ليرة بينما سعره للمستهلك 1500 ليرة، وكان فرصة للسورية للتجارة لكن للأسف لم تستثمرها ولو قامت بتفريزه وطرحه في الأسواق لاحقا لكانت حققت مربحا جيدا وأدت خدمة توفر المنتج خارج موسمه .
وأشار عفيف إلى أن سعر كيلو الحليب في الغاب يباع بسعر 1100 ليرة للحلاب بينما سعر علبة المياه في السورية للتجارة 3000 ليرة، والحلاب يقول انه يدفع أجور تبريد الحليب مازوت بالسعر الحر ولا يحصل على المازوت الصناعي، فهل يعقل ان يكون الخليب ارخص من المياه ، ولم يحدث هذا في تاريخ سورية وفي حال استمر هذا الواقع سيؤدي الى هجرة الفلاح للتربية وسنشتري كيلو الحليب ب4000 ليرة .
واعتبرالخبير الزراعي محمد حرفوش لجهينة_ نيوز ان الفلاح يبيع بسعر على حد التكلفة كون مستلزمات الانتاج مرتفعة جدا، وتكلفة زراعة الدنم تضاعفت، وللأسف الفلاح يبيع برخص وتراب المصاري، والمواطن يكتوي بنار الأسعار، وهذه المعادلة قديمة من دون حل وجميع الاجتهادات للبيع المباشر كانت فاشلة، والسورية للتجارة لا تحضر لاستلام جميع المحاصيل.
وحول واقع الأسعار بعد عطلة العيد في العاصمة دمشق أكد عبد الرزاق حبزي أمين سر جمعية حماية المستهلك أن انخفاض الأسعار غير ملحوظ وخاصة أسعار الخضار والفواكه، ويجب أن تكون الأسعار منخفضة أكثر من ذلك بعد عطلة العيد كونه انخفض الاستهلاك .
واعتبر حبزي أن وضع الحجج بتكاليف النقل غير منطقي كون تكاليف النقل اقل بكثير من الأسعار المرتفعة عن الأسعار التي يبيع الفلاح بها.
وبالنسبة الى تدخل السورية للتجارة في الأسواق بين حبزي أن أسعار صالات السورية للتجارة لا تواكب الأسواق ففي بداية التدخل في اي سلعة يكون الفرق بسيط ومن ثم تصبح أغلى من الأسواق نتيجة عدم المتابعة والسرعة في مواكبة أسعار الأسواق.
وأشار حبزي إلى ارتفاع أسعار الحليب وأصبح يباع الكيلو 2400 ليرة، وارتفاع أسعار اللحوم ووصل الكيلو إلى 42 ألف ليرة، وأسعار الفروج بشكل عام ارتفع بعد عطلة العيد كما ارتفع سعر صحن البيض بحدود ألف ليرة وهذا الارتفاع غير مبرر .
وبالنسبة لأسعار الفواكه أكد حبزي ارتفاع أسعار التفاح والبرتقال عن فترة قبل عطلة العيد وبالنسبة للفاكهة الصيفية اعتبر أن هذه المواد فوق قدرة المواطن، وهو نسي استهلاك هذه المواد منذ فترة ولا يلتفت إليها.
ودعا حبزي إلى تسيير برادات مجهزة لنقل الحليب بشكل يومي من مناطق الإنتاج إلى الاستهلاك لكن فروقات الأسعار التي تتجاوز 1200 ليرة في كل كيلو .