اخترنا لكمالمزيد من آي تو زد سيرياعرض وطلب

هذه مبررات تركيا للتطبيع مع سوريا

مبررات تركيا للتطبيع مع سوريا … لم تمضِ أربع وعشرون ساعة على بيان وزارة الخارجية السورية حول جهود المصالحة بين أنقرة ودمشق، حتى كان وزير الخارجية التركي، حاقان فيدان، يردّ بتصريحات مضادة. وفي ظلّ المواقف المتكرّرة للرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، حول رغبته في المصالحة، وفي لقاء نظيره السوري بشار الأسد، جاء بيان الخارجية السورية ليذكّر بالمواقف الأساسية لدمشق، وفي مقدّمتها: انسحاب القوات الأجنبية غير الشرعية والعودة إلى الوضع الذي كان قائماً قبل عام 2011.

«المصالحة»بين أنقرة ودمشق

ومع أن البيان لم يغلق الباب أمام التقدُّم في مسار التطبيع، لكنه كان أقرب إلى استبعاد أيّ لقاء على مستوى رئاسي قبل أن تبادر تركيا إلى خطوة ملموسة وعملية في ما يتعلّق بالانسحاب من سوريا.وفي اليوم التالي، استقبل فيدان في إسطنبول، نظيره السعودي، فيصل بن فرحان، وقال أمامه إن دعوة إردوغان إلى لقاء الأسد «ليست ضعفاً»، مؤكداً موقف بلاده الثابت في دعم المعارضة السورية، التي هي «في خندق واحد معها»، وأنه «ليس هناك أيّ تغيير» في سياستها تجاهها، و«لن نترك أخوتنا وحدهم في منتصف الطريق»،

اقرأ أيضا:تطورات جديدة بشأن العلاقات مع تركيا

وأضاف أن «اللاجئين لن يعودوا قسراً، بل طوعاً». وفي أعقاب هذا التصريح، وموقفَي فيدان الواضحَين، طُرحت تساؤلات من قبيل ما إذا كانا يضمران استبعاد لقاء قريب بين إردوغان والأسد، وسط احتمال لقاء وزيرَي خارجية البلدين، فيدان وفيصل المقداد، في مرحلة أولى في بغداد، بحسب ما تخطّط له السلطات العراقية.

جدولة الانسحاب التركي من سوريا

وفي هذا الجانب، يرى الأستاذ الجامعي، غينجير أوزجان، في حوار مع صحيفة «غازيتيه دوار»، أنه «يجب فهم مطلب السوريين بانسحاب تركيا أو جدولة الانسحاب مسبقاً، لأن لسوريا تجربة مريرة مع إسرائيل التي لا تزال تحتلّ الجولان منذ عام 1967، وخصوصاً أنه قبل التدخّل الروسي عام 2015، كان مؤيّدو العدالة والتنمية يطالبون بإلحاق حلب بتركيا». ووفقاً لأوزجان، فإن خروج تركيا من المأزق السوري «يتطلّب العودة عن أخطائها هناك. فالنظام في دمشق لم يكن ضعيفاً والإخوان المسلمون لم يكونوا أقوياء بالقدْر الذي صوّرته سلطة العدالة والتنمية».

اقرأ أيضا:المصالحة السورية التركية في هذا المكان ومن دون إعلام

أيضاً، «هناك الخلاف مع الولايات المتحدة في شأن الأكراد، والكلفة الاقتصادية لعمليات الجيش التركي»، بحسب ما يضيف، مشدداً على أن «أيّ عملية تقارب تتطلّب التصالح مع الحقائق أولاً، ولا سيما أنه لا يمكن التباحث في ظلّ وجود القوات التركية في شمال سوريا والذي يشبه وجود فيل في وسط الغرفة». ويستبعد أوزجان أن يأتي الأسد إلى بلد يحتلّ أرضه، إذ سيكون ذلك – في ما لو حصل – «مثيراً للدهشة، كما أن بوتين يريد أن يكون اللقاء في موسكو ليُظهر مكانة روسيا في العالم».

العودة إلى ما قبل 2011

ومن جهته، يقول مراد يتكين إن «دعوة سوريا للعودة إلى ما قبل عام 2011، تعني أنه لا يجب أن يكون هناك وجود للقوات التركية، ولا وجود لدويلة كردية. فكلاهما لم يكونا قبل عام 2011، كما لم يكن هناك لاجئون».

شدّد فيدان على دعم تركيا الثابت للمعارضة السورية، التي هي «في خندق واحد معها»
ويضيف أن «إردوغان يأمل في اتفاق بين تركيا وروسيا وسوريا، وبأن يتخلّى الرئيس الأميركي المقبل عن دعمه لحزب العمال الكردستاني. لكن هناك مثل روسي يقول: الحديث عن الحلوى لا يجعل الفم حلواً». ويكتب فاتح تشيكيرغه، بدوره، في مقال في صحيفة «حرييات»، أن لقاء إردوغان – الأسد «تطوّر مهمّ لحلّ مشكلات تركيا في المنطقة، ولكنه غير كاف. وسيكون على تركيا أن تستعدّ للتعامل مع روسيا وإيران والأسد لمدة طويلة، إذ إن العمال الكردستاني لن يخرج من سوريا بسهولة وبين ليلة وضحاها، وهناك توازن قوى بين موسكو وطهران وواشنطن. مع ذلك، فإن البدء بعملية المصالحة سيكون ذا قيمة».

مبررات تركيا للتطبيع مع سوريا

أما أحمد حاقان، الكاتب في صحيفة «حرييات»، فيخلص على ضوء مرافقته إردوغان إلى قمّة «حلف شمال الأطلسي» في واشنطن، إلى أن «تركيا تريد التطبيع مع سوريا لسبَبين رئيسيَّين: الأول، منع حزب العمال الكردستاني من إقامة دولة في شمال سوريا، وهو ما يتطلّب حماية وحدة الأراضي السورية. والثاني، وجود 4 ملايين لاجئ سوري في تركيا، ترغب الأخيرة في إعادة جزء مهمّ منهم الى بلادهم». وفي «جمهورييات»، تقول مياسي إيلكنور، من جانبها، إنه «بفضل سياسات إردوغان المهووسة في سوريا، أصبح لدينا عشرة ملايين لاجئ في الداخل من كل العالم، فضلاً عن ظهور ملامح الدولة الكردية. أمّا عودة اللاجئين فحلم فظّ. أين سيذهبون؟ لا منزل ولا وظيفة ولا بنية تحتية. وماذا لو قال الأسد لإردوغان: مَن هدم بيوتهم واستفزّهم ليفعل ذلك ويعيدهم؟». ومن هنا، ترى الكاتبة أن «لقاء إردوغان والأسد لن ينفع في شيء سوى مفاقمة المشكلات في تركيا».

قاعدة اللقاء

وفي ظلّ النقاشات المستمرّة حول المصالحة بين البلدين، وُجّهت انتقادات إلى وزير الخارجية والحكومة السابق، أحمد داود أوغلو، حمّلته مسؤولية السياسات الخاطئة لتركيا في سوريا. ولكنه ردّ قائلاً: «لست وحدي المسؤول عن الأزمة السورية. فخلالها، عملت وزيراً للخارجية لثلاث سنوات ونصف سنة، ورئيساً للحكومة لسنة ونصف سنة». وحينها، يتابع، «كان مجلس الأمن القومي يعقد الاجتماعات برئاسة رئيس الجمهورية، عبد الله غول، ومن بعد ذلك كان الاسم الأكثر قوّة هو رئيس الجمهورية رجب طيب إردوغان. وكان هناك رئيس الأركان نجدت أوزيل، ووزير الدفاع عصمت يلماز، ورئيس الاستخبارات حاقان فيدان…».

وعن لقاء إردوغان بالأسد، يقول: «يجب معرفة على أيّ قاعدة سيتم اللقاء. لقد وقّعت دول عدة اتفاقات لعودة اللاجئين السوريين، ولكن قسماً قليلاً منهم عاد بسبب عدم وجود مناخ آمن لهم في سوريا»، مشدّداً على أنه «لا يمكن عودة اللاجئين قبل توقيع اتفاق سلام مع سوريا. ولكن من دون ذلك، فمهما تحدّث السيد إردوغان عن صداقة عائلية مثل الماضي، فلن تقدم ضمانة لأحد. فالعلاقات بين الدول لا تقوم على أساس شخصي بل على إستراتيجية سليمة وتدابير ملموسة».

الأخبار

صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress/

Visited 141 times, 1 visit(s) today