هل قرار الموت الرحيم للسورية للتجارة على الطاولة
خاص-
طلبت الحكومة من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة، وعلى مايبدو من تفاصيل الرؤية المطلوبة المدعومة بالأرقام أن قرار الموت الرحيم للسورية للتجارة لن يكون بعيدا عن الطاولة.
والسبب في ذلك هنا طبعا حتى نكون واقعيين في طرحنا ليس الرغبة في الخصصة بقدر ما هو الرغبة في دور الدولة في المرحلة المقبلة، وما مبرر وجود أكثر من 1400 صالة إما مستثمرة بتراب المصاري أو غير مستثمرة، وبعض الصالات في أماكن هامة جدا وعائدها الاستثماري كبير جدا .
ملف السورية للتجارة على الطاولة
الحكومة بعد أن رفعت يدها عن المواد المدعومة وتجربتها السيئة يجب أن لا تعود لتقع في نفس المطب، وخاصة مع وجود الدعم النقدي للفئة التي تريد دعمها هذا من جهة، ومن جهة أخرى كونها فشلت في التدخل من خلال الصالات في الأسواق وفرض أسعار منافسة، وللأسف كل من يراقب عمل الصالات يعلم جيدا أن السورية للتجارة أسعارها أغلى من أسعار السوق في الحد الأدنى ألفين ليرة لكل كيلو وفي بعض الأحيان أكثر فهذا المبرر لم يعد حاضرا.
اقرأ أيضا:معرض إكسبو 2024 للصادرات فرصة أمام السورية للتجارة لتسويق الحمضيات
في المقلب الآخر السورية للتجارة تملك 1400 صالة بعضها في مناطق استثمارية هامة لكنها غير منتجة، والدليل مجمع الأمويين وسط العاصمة مبيعات البسطات حول المجمع اليومية أكثر من مبيعات المجمع الشهرية، وهنا نسأل عن الأفكار البديلة للاستثمار القائم، أو الجدوى من استثمار مجمع ابن عساكر أو غيرها من المجمعات الكبيرة .
أفكار مطروحة للاستثمار
بعض الصالات اتبعت تجربة منحها للاستثمار كما هو في صالة برج تالا وصالة بنايات 14، وللأمانة من ناحية الازدحام وتوفر البضاعة والعمل لا تعليق، لكن الأسعار أغلى من الأسواق، والناس تذهب للصالات متأثرة بالضخ الإعلامي أن أسعارها مراقبة وأرخص من الأسواق، ولثقتها بأنها تشتري من صالة تابعة للدولة وعليها رقابة، ولا يوجد غش في بضاعتها، أو الخضار المباعة فيها غير مروية بمياه المجارير، وهنا هذه الميزة التي يستثمرها قلة هل يوجد مبرر لاستمرار منحها للتجار، والاستثمار معنويا وجني الأرباح باسم الدولة والعائد منها تراب المصاري.
السورية للتجارة تملك أسطول كبير من النقل مع مسالخ وبرادات وصالات في أسواق الهال وتعبئة وتغليف وغيرها من مقومات العمل بالتجارة، لكن للأسف في الموازنة الختامية السورية للتجارة ليست رابحة كما يتوقع البعض، والحجة أن دورها اجتماعي قبل أن يكون اقتصادي.
الموت الرحيم
واليوم أمام هذه الواقع ماذا تفعل الحكومة طبعا خياراتها واسعة عندما يكون الفساد مضبوطا، بينما خياراتها ضيقة في واقع العمل الحالي، وأمام أعداد كبيرة من العاملين والخيار الابتكاري الذي يمكنها العمل عليه التحول من البيع الافرادي وما يحمله من تبعات وخسارة إلى شركة تسويق كبيرة على مستوى الدولة، والبيع بالجملة، مع التوصيل واستخدام الفواتير، وتحرير العاملين من قانون العمل، وأن تعمل على تلبية المنتجين في التسويق لمنتجاتهم، والمستهلكين لتلبية رغباتهم، طبعا هذا الأمر لن يكون سهلا في هذه العقلية القائمة، والنظرة الحكومية والقوانين، بينما هو سهل جدا أمام الانتشار الكبير لصالات السورية للتجارة من جهة، وأمام أسطول السيارات القائم، وأمام وجود موظفين مدربين، ورصيد يمكن طلبه للتحرك المبدئي وغيرها من المحفزات.
اقرأ أيضا:الحكومة السورية تقترب من المحرمات..
خيار الموت الرحيم للصالات وطرحها للاستثمار قد يكون خيارا موفقا إذا طرحت السورية للتجارة بمجملها بكامل تفاصيل عملها وأصولها، أم العمل على استثمار الأماكن الهامة وترك الأماكن الثانوية والعمل على الاستثمار بمناقصات بتراب المصاري لن يكون موفقا.
من المفيد جدا الاستماع إلى رأي الخبراء وأصحاب الرأي حول ما يمكن فعله، أو الاستثمار الأفضل للسورية للتجارة كون هذا الملف اقتصادي وهام وجدا، ومن المفيد أيضا الاطلاع على تجارب الدول المجاورة .
A2Zsyria
صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress?locale=ar_AR