السياسة الخارجية والتجويع الداخلي إلى أين تتجه سوريا
خاص..
السياسة الخارجية والتجويع الداخلي إلى أين تتجه سوريا… بعد أكثر من شهرين على سقوط النظام البائد، بدأت تداعيات التخبط في الملف الداخلي تنعكس على الشارع السوري، وترخي بظلالها على السياسة الخارجية، التي تحقق الحضور اقليميا ودوليا، لكنها لا تحقق الاقناع بانتظار النتائج على الأرض.
البعض يرى أن المساعدات الخارجية وحتى القروض من البنوك الدولية تحتاج في الدرجة الأولى إلى رفع العقوبات، ورفع العقوبات يحتاج إلى تطبيق سياسات على أرض الواقع، وتنفيذ الشروط التي وضعتها الدول العربية والأجنبية، وما يحدث للأسف أن الواقع يدير ظهره على السياسة، وينفذ أوامر قراقوشية ثورية، لا يثقون بأحد وغير آبهين بنبض الشارع السوري الذي يزداد احتقانا كل يوم، وغير مدركين للترقب الدولي لما يحدث على الأرض في سوريا .
إلى أين تتجه سوريا
الحكومة الحالية ذات الون الواحد تصدر قرارات وتعاميم وتعليمات لا علاقة لها بالقوانين السورية، ويتم الاستغناء عن جميع الخبرات المشهود لها بمهنيتها، وعملها خارج الاطار السياسي أو الحزبي، فالمهندس المدني الذي يمتلك الخبرات في الجسور والتشييد والمباني وإدارة البلديات ليس بالضرورة أن يكون من فلول النظام، كما يتم توجيه التهمة له والاستغناء عنه بطالب جامعة، أو خريج تاريخ أو حتى آثار .
وعلى ما يبدو أن الحكومة لا تثق بهذه الخبرات أو مصنفة من قبلها سلفا فلول نظام، طيب في حال لا يوجد ثقة يمكن ترك هذه الخبرات وإدارتهم من قبل خبرات موجودة لدى حكومة اللون الواحد، أو العمل على انتقاء أشخاص يمكن ترويضهم، وزرع الثقة بهم، وما أكثر هؤلاء.
حل اتحاد الصحفيين
وعلى سبيل المثال بالأمس تم حل المكتب المركزي والمؤتمر لاتحاد الصحفيين، ومن المنطقي والضروري أن يتم تشكيل المجلس المؤقت من أعضاء الاتحاد، أو حتى الأغلبية من أعضاء الاتحاد، والبحث عن أسماء يمكن تطويعهم لدى الحكومة وتثق بهم من أجل القيام بأعمال المجلس، أو الحل بهذه الطريقة وتشكيل ما أسموه إدارة لا تعرف عن اتحاد الصحفيين غير اسمه فهنا كارثة من نوع آخر، أي الحكم على جسم إداري مرتبط بالاتحاد العربي والاتحاد الدولي وبمئات الصحفيين برواتب تقاعدية واقتطاعات بالإعدام أو التوقيف .
اقرأ أيضا:التنمية الإدارية اللغز السوري الذي حيّر الملايين
الحكومة المؤقتة الحالية كأنه غير معنية بتنفيذ السياسة الخارجية، أو كأن وزير الخارجية ورئيس الجمهورية منفصلان تماما عن الحكومة، وكل طرف يعمل في واد مستقل، لان ما نسمعه في الزيارات الخارجية والمقابلات الصحفية ينفذ عكسه تماما على أرض الواقع، والمنظمات الدولية والمجتمع المدني والسفارات والمعنيين بالشأن السوري في الدول الغربية والعربية يعملون على الأرض، ولديهم الإدراك والمعرفة بالواقع، ويراقبون المنشورات الفيسبوكية وتوثيق الانتهاكات، والتسريح التعسفي، وايقاف الرواتب للمتقاعدين العسكريين قبل 2011، والتخبط الكبير الذي يحصل في المؤسسات الحكومية، والجميع ينتظر اصلاح الحال من أجل تحديد موقفه النهائي، وتقديم الدعم إن كان يريد تقديم الدعم .
اليوم بعد أكثر من شهرين على سقوط النظام، وعدم اتضاح المشهد الخارجي أو الاتفاق على اليد العليا لمن ستكون، وقيام الحكومة بالعديد من الأعمال التي تعارض توجهات السياسة الخارجية السورية، وارتفاع أصوات الجياع إلى درجة تجاوزت الخطوط الحمراء يقودنا إلى سؤال بسيط إلى أين تتجه سوريا؟!
A2Zsyria
صفحةالفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress?locale=ar_AR