اخترنا لكمعبي بالخرج

العلويون يمدون يدهم بعفوية للسلام بانتظار موقف الحكومة ولجنة السلم الأهلي

خاص-

أعلن العلويون في الساحل السوري موقفهم الواضح تجاه نبذ العنف ودعوتهم للسلام، مؤكدين تمسكهم بالسلم الأهلي ورفضهم لأي محاولات لاستغلالهم في صفقات سياسية أو عسكرية.

هذه الدعوة جاءت في سياق تصريحات شعبية واسعة وعفوية، ردًا على المعتوه “رامي مخلوف”، حيث أكدوا أنهم ليسوا معنيين بأي تحركات أو بيانات تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة أو استغلال دمائهم لتحقيق أهداف خارجية.

العلويون يمدون يدهم للسلام

وأوضح العلويون، عبر مئات الآلاف من الحسابات على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي يمكن تحليلها من قبل خبراء وعلماء النفس لتأكيد عفويتها وصدقها، أنهم دعاة سلم أهلي ولم يكونوا يومًا أهل عنف. شددوا على رغبتهم في العيش بكرامة وسلام وأمان، بعيدًا عن أي صراعات أو أجندات سياسية. وأكدوا أن الحقبة السوداء للنظام السابق انتهت إلى غير رجعة، وأن رموز النظام السابق تمثل نفسها فقط، دون أن تحظى بثقتهم.

اقرأ أيضا: المبعوث الأممي لسوريا : تم محو أسر بأكملها في الساحل السوري

كان العلويون أول مكون قام بتسليم سلاحه، ولم ينجروا عندما تم حرق مقام الخصيبي برمزيته الكبيرة لدى الطائفة، بل عبروا عن استنكارهم بكل رقي. واستقبلوا الرئيس أحمد الشرع خلال زيارته للساحل السوري استقبال الفاتحين، في رسالة واضحة لدعمهم للسلطة الحاكمة الجديدة. كما لعبوا دورًا إنسانيًا كبيرًا في استقبال المهجرين من إدلب وحماة وحلب وريف دمشق خلال سنوات الأزمة، ولم تُسجل حادثة واحدة مع المهجرين، بل كانوا بين أهلهم. والكثير منهم تملك في الساحل ويرفض العودة، كونه شعر بالأمن والراحة، وأصبحت شوارع بأكملها ومحال تجارية تُسمى شارع الحلبية. فكانوا سابقًا وحتى اليوم يؤكدون بعفويتهم تمسكهم بالقيم الإنسانية والسلم الأهلي.

إغلاق ملف أحداث الساحل السوري

طبعًا، هذه المبادرات العفوية ليست قليلة، وعلى الإدارة الجديدة ولجنة السلم الأهلي أن تمد يدها وتبني عليها من أجل توسيع دائرة الحوار الوطني. وهنا يتساءل أهالي الساحل عن موقف الحكومة من مد اليد الذي أعلنوه. ولماذا لا تسارع الحكومة إلى كسب هذا الشارع الكبير والعمل على مصالحة كبرى تغلق ملف المجازر في الساحل بتحقيق نزيه ومحاسبة كل من تورط بالدماء من جميع الأطراف؟ ولماذا لا تتم مصارحة الشعب بالملفات الدولية المتعلقة بالساحل حتى يقف أهالي الساحل إلى جانبها بوجه الطامعين بخيرات البلد؟

مطالب العلويين بسيطة وواضحة:

1. ضبط الأمن في المنطقة.
2. إخراج الأجانب من الساحل السوري.
3. تعزيز الاستقرار بما يضمن حياة كريمة وآمنة للجميع.
4. تسوية أوضاع الموجودين في السجون.
5. تطبيق العدالة الانتقالية على جميع المسؤولين من جميع الأطياف.
6. تنمية محلية تمكن من ترك وظيفته من الاستمرار في الحياة والبدء بعمل جديد.
7. فتوى شرعية تحرم القتل العشوائي وتحرم الانتهاكات المتنقلة.

طاولة الحوار

أكد العلويون في أكثر من مناسبة، وبالأمس كان التأكيد العفوي من جميع الناس، وليس من طامعين بالسلطة أو خوفًا من محاسبة. جاء التأكيد من المثقفين وكبار السن وصغار السن، وكانت كلمتهم موحدة تقول: “كل من يريد عقد الصفقات السياسية أو العسكرية عليه أن يعقدها بعيدًا عن دمائنا”. شددوا على أنهم ليسوا معنيين بأي تحركات تهدف إلى زعزعة استقرار المنطقة، وأنهم يرفضون أي محاولات لاستغلالهم في صراعات لا تخدم مصالحهم وانهم مع الدولة الواحدة وضد أي مشاريع تقسيم أو حكم فيدرالي وما شابه.

يبقى السؤال مطروحًا أمام الحكومة ولجنة السلم الأهلي والمثقفين والحريصين على البلد: هل ستستجيب الحكومة لهذه الدعوة وتعمل على تحقيق مصالحة كبرى تعزز السلم الأهلي وتغلق الملفات العالقة؟ أم ستظل هذه المبادرات الشعبية دون استجابة واضحة، لا حكومية ولا شعبية؟ الأيام القادمة قد تحمل الإجابة، وما نأمله أن تكون على طاولة حوار.

A2Zsyria

صفحة الفيس بوك :https://www.facebook.com/narampress?locale=ar_AR

Visited 48 times, 47 visit(s) today