صناعة الأخبار سلعة تُصنع وفق الطلب
يحل اليوم العالمي لحرية الصحافة وسط تحديات متزايدة، حيث لم تعد الصحافة مجرد وسيط ناقل للأخبار، بل أصبحت طرفًا فاعلًا في صناعة الأخبار وتشكيل السرديات وفق مصالح الأطراف المؤثرة وسلعة تُصنع بعناية وعدد الحروف وفق الطلب.
ومع تطور وسائل الاتصال الحديثة منصات التواصل الاجتماعي تزايدت إشكاليات الإعلام، بدءًا من استقلاليته، مرورًا بالمهنية، وصولًا إلى الضمير الصحفي،وأصبحت للأسف الشديد حرية الصحافة مهددة تحت مسميات مختلفة، أبرزها صناعة الأخبار في المطابخ والمصانع الخاصة وفق الأجندات السياسية والاقتصادية والتلاعب بالأخبار وفق خدمة المصالح الضيقة حيث مهمة المطابخ الإعلامية تجاهل أخبار الواقع وتحويلها للإطلاع والتعتيم وصناعة أخبار بديلة بعد تعديلها وتشويه فكرتها لتناسب المصالح السياسية والاقتصادية.
صناعة الاخبار
غياب المطابخ الإعلامية المهنية التي لا تتجاهل الواقع وتصنع منه رأي عام وفق مصالحها جعل المعلومات البديلة والمزيفة هي التي تتصدر المشهد وتساهم وسائل التواصل الاجتماعي في تعزيز الفوضى المعلوماتية حيث تغرق الحقيقة في القاع ويظهر التضليل والإشاعات والتحريض والفتنة وما يحدث في سوريا اليوم يؤكد ذلك حيث تقاد معركة التحريض من أشخاص وهميين خارج الحدود تقودها فئة من الناشرين والمؤثرين الجدد على حساب أصحاب الأقلام الحقيقية والأكاديميين.
اقرأ أيضا:هل يعيد وزير الإعلام الجديد ترتيب المكاتب الصحفية؟
الصحافة في العصر التكنولوجي الذهبي لها لم تعد تعتمد على التحليل العميق والتحقيقات الاستقصائية على الرغم من سهولة واتاحة المجال أمام صناعة التحقيقات، بل باتت موجهة نحو توجهات سياسية واقتصادية محددة، مما جعل بعض الصحفيين يفقدون وظائفهم بسبب مواقفهم المستقلة، في موجة فصل تعسفي ممنهجة كما أن الفصل التعسفي للإعلاميين أصبح ممارسة متكررة، وهو مؤشر واضح على غياب بيئة صحفية مستقلة. .
في سوريا
في سوريا يعاني الصحفيون مثل جميع دول العالم الثالث من قيود مشددة على حرية التعبير، حيث يتم فرض رقابة صارمة على المحتوى الإعلامي، إلى جانب تحكم الدولة أو الجهات النافذة في النشر، مما يجعل الصحافة في سوريا أبعد ما تكون عن حرية الرأي وانتقلت حرية الرأي المسؤولة إلى بوستات تحريضية على مواقع التواصل الاجتماعي ونشطت لغة التخوين والكراهية على ميزة الرأي والرأي الآخر .
في اليوم العالمي لحرية الصحافة، من المهم التساؤل: هل يمكن للصحافة أن تستعيد دورها في كشف الحقائق ونقل الأحداث بموضوعية؟ وهل ستحقق الصحافة استقلاليتها أم ستبقى أسيرة المطابخ والسرديات الموجه. من يتابع الفوضى الإعلامية يدرك جيدا أنه لا يبدو ذلك ممكنًا في ظل غياب الاستقلالية، وموت الصحافة التي تعتمد على القراء، وتحول الأخبار إلى سلعة تُصنع وفق الطلب.
A2Zsyria
صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress?locale=ar_AR