اخترنا لكمعبي بالخرجمش عيب

في الإشارات الخاطئة بين المواطن والمسؤول

أن يُجمع الناس في أغلب أحاديثهم على أن مجلس الشعب لم يكن أكثر من عقد لمدة أربع سنوات بالنسبة لأغلب أعضائه (- الذين لم يقدموا لممثليهم شيء يريح حالهم المتردي،  حتى الوعود والكلام المعسول والخطط المنمقة لم تكن موجودة في خطابهم -) هذا مفهوم. ولكن أن يبادر الناس إلى تذكية بعض من أعضاء المجلس ليكونوا مرشحي الفترة المقبلة فهذا أمر في غاية الغرابة. إن كان حقيقة هذا الأمر هو قناعة الناس بهؤلاء، فالموضوع هنا ينتهي ولا ينبغي أن يتساءل من قام بتذكية من يريد تمثيله من الأعضاء السابقين لماذا كان المجلس وأعضاؤه في سبات عميق. في المعايير الديمقراطية يحق لأي كان أن يعلن عن رغبته في الترشح لتمثيل الناس، وإلى هنا القصة طبيعية ولكن أن تكون رغبة الناس في الدفع بمن لا يمكن إلا أن يكون ممثلا عن مصالحه ومتابعاً لقضاياه الخاصة فهذا عصي على الفهم.

هناك سوء فهم كبير وهذه المرة يبدو المشهد مختلفاً إلى حد ما، وثمة من مشكلة لا بد من الاعتراف بها وهي عدم إدراك الناس لمصلحتهم أو خوفهم غير المبرر. إن كان ما يصل للعامة يفيد بأن المشاركين في الاقتراع كان لهم حق الاختيار وحصل ما حصل فهذا بدون شك يدل على ان ثمة من لغط ما. إما أن يكون الأعضاء السابقين الذين رشحوا ونجحوا للمرة الثانية من الذين لا يشق لهم غبار، ويصلون الليل بالنهار لخدمة مصالح الناس، وأن الناس قد علمت للتو بذلك، فهبت للتصويت لأنها ظلمتهم وجرحتهم وقست عليهم لظنها بأن هؤلاء لم يقوموا بواجبهم. او الاحتمال الثاني بأن هناك حالة من الفصام والازدواجية عند جميع أطياف المجتمع السوري، وأن الجميع مصر على التغاضي عن لحظة الحقيقة والابتعاد عن المبادرة والتهرب من الواجب وتحمل المسؤولية (التي تقع على عاتق المواطن هنا أكثر من المسؤول). الاحتمال الأخير هو الأكثر ترجيحاً باعتباره يؤكد أننا نحن السوريين جميعاً وبدون استثناء مسؤولين و مواطنين يقع على عاتقنا وحدنا أولاً وأخيراً الوزر الاكبر وشركاء بالحال الذي وصلنا إليه وتقاعسنا بشكل أو بآخر عن العمل الجدي وتراخينا بتحسينه.

لا يجوز أن يستمر الناس بإلقاء اللوم فقط على الحكومة وأدائها المتواضع، فمن يرى في واقع حاله مشكلة يجب أن يفكر بمن يمكن ان ينتشله من المشكلة ويساعده بتذليل الصعاب حالما يجد فرصة لذلك. الآن وأكثر من أي وقت مضى يسهل علينا أن ندرك حقيقة أن المسؤولين من مدراء عامين ووزراء على شاكلتنا، إذ لا ينبغي أن نتوقع أن يأتينا مسؤولين من خارج بيئاتنا وخارج جلدنا، وبالتالي كل ما يتداوله الناس في مجالسهم بخصوص المسؤولين وأدائهم ليس إلا انعكاس بشكل أو بآخر على مآل احوالنا.

ما أصعب حالنا، ولا أعلم هل نحن حقيقة نساعد أنفسنا أم نرمي بآمالنا في سلة المهملات، أي قدر ينتظرنا ونحن نعيد تدوير من خبرناهم صامتين إلا عن مصالحهم، مُسَلمين لهم مستقبلنا الذي بعناه بدون ثمن.

A2ZSYRIA#

Visited 9 times, 1 visit(s) today