اخترنا لكممن هنا وهناك

السينارست علوش :الأعمال الدرامية التي عرضت في رمضان تحتقر الجمهور

دمشق- خاصA2Z
يعتبر الروائي والسينارست قمر الزمان علوش من الأوائل في الكتابة الدرامية في التسعينات من القرن الماضي أيام ألق الدراما السورية فقدم من أعماله ومن الأدب العالمي واستحضار شخصيات سورية مبدعة في الشعر والغناء كنزار قباني وأسمهان وتجسيدها دراميا كتحية وفاء لهذه الشخصيات.
وأوضح السينارست علوش في حوار مع الصحفي بلال أحمد أنه دخل الدراما مصادفة وكانت رحلة شاقة ولم يستطع منذ البداية حتى الآن ان يتآلف مع مقولة فصل التلفزيون عن السينما بمعنى أن يكون المسلسل التلفزيوني أقل فنية وعمقا من السينما وهذا لم يكن مرغوبا في ذلك الوقت وقد رحب بالفكرة رائد واحد من رواد الدراما الجديدة هو الفنان الصديق ايمن زيدان وبدأنا العمل بروح الرواية التلفزيونية بروايات مكتوبة من قبلي وأخرى مأخوذة عن الأدب العالمي وكانت حصيلة هذا الجهد أعمالا ناجحة أسست للنهضة الدرامية خلال عقدين من الزمن لافتا الى ان الجزء المكمل للرواية التلفزيونية كان السيرة الذاتية لمبدعين مشاهير كتبها بالتعاون مع آخرين كنزار قباني واسمهان وكليوباترا .

وأشار علوش الى انه لم يتورط خلال كل تلك السنوات بكتابة عمل غير مقتنع به وكل ما كتبه كان يحمل صفة الكتابة الروائية . ولهذا تجد كل الأعمال التي كتبها يعاد عرضها على جميع المحطات الفضائية السورية والعربية دون أن تفقد شيئا من ألقها وصلاحياتها لكل زمن بمعنى أن الرواية هي التي تعطي الفن القدرة على الديمومة.

ولفت علوش الى ان الحرب الارهابية لم تكن سببا في تردي مستوى الدراما فهي قد بدأت انحدارها قبل انفجار الأحداث والأسباب الحقيقية كثيرة في مقدمتها غلبة الحس التجاري على الإنتاج وخضوع السوق لأهواء وخطط المال الخليجي مشيرا الى ان جميع جهات الانتاج الدرامي في القطاع الخاص كان همها المال ولم تكن معنية بفكر أو بفن.
وأوضح علوش ان الانحطاط العربي العام في كل مناحي الحياة وكانت الدراما والفن عموما جزءا من هذا الانحطاط .. وجميع العاملين في هذا الحقل من منتجين ومخرجين وفنانين وكتاب استعذبوا هذا المستنقع فلم يترددوا في خوضه بحماسة فضلا عن انه وفر لهم أرباحا طائلة ولم يتساءلوا ابدا عن الآثار المدمرة التي يمكن أن تنتج عن هذا الأمر حتى أنه بات من الصعب عودتهم إلى الصواب فمسننات العجلة لا تسمح لهم بالتراجع.

ويرى علوش ان الدراما خلال سنوات الحرب الارهابية على بلدنا لم تقترب منها مجرد اقتراب ولا يمكن القول بإنتاج دراما الحرب لا على أرض المعركة ولا من صميم المجتمع الذي عايش تلك الاحداث ولم يكن هناك سوى محاولات إخبارية عن الحرب لا أكثر ويبدو ان الظروف لم تنضج بعد لكتابة حقائق الحرب وبالتالي تحويلها إلى دراما .
كما بين علوش ان هناك هناك أزمة كاتب حقيقي لدرجة أن بعض الممثلين يتصدون للكتابة فيخرجون بتجارب متواضعة وأسوأ ما تعانيه الدراما اليوم هو هذه المشكلة فالمنتج يريد نصوصا بخسة الثمن وكتاب بلا سيرة أدبية أو تجربة إنسانية أو حتى بدون خبرات فنية يقلدون وينسخون كما في لعب الصبيان والنتيجة أعمال سطحية تطغى عليها التفاهة والسفاهة .

وأشار علوش الى ان الدراما السورية تحتاج إلى حلول كثيرة أهمها توفر قناعة رسمية ومجتمعية بأن وظيفة الدراما اليوم أبعد من المؤانسة والإمتاع وجني الأرباح وأنها أداة لتشكيل الوعي وتنمية الوجدان وكشف أسرار الحياة وهذه مهمة صعبة لأن الحقل الثقافي في ظل تداعيات الحرب يعاني من الهزال والخواء الإبداعي وسلطة المال المتوحشة التي خربت كل شيء حتى قيمنا الوطنية والأخلاقية في حمى سعارها لكسب مزيد من المال متسائلا متى نرى جهة مالية متنورة ومتحررة من التكالب على المال و قلبها على بلدها ومصير اهلها تبادر إلى النهوض بالفن والثقافة دون مآرب أخرى.
أما الاعمال التي عرضت خلال موسم رمضان الفائت فيرى علوش انها أقل شأنا من الوقوف النقدي عندها فكانت غاية في الضعف والسطحية ولم تعبر عن هموم الناس بل كانت مصنوعة بقصد احتقار الجمهور والسخرية منه .

خطط انتاج الدراما في القطاعين العام والخاص غير مستقرة لذلك من الصعب الحديث عن الخطط الخاصة لافتا ان لديه أعمال متوقفة وأخرى قيد الإنجاز بانتظار الفرصة المناسبة
اما عن أعماله الروائية فبين علوش ان له روايتين بعد ” هوى بحري ” بريد تائه ” نشرت عن دار الريس و” علامة فارقة ” تناول فيهما الهموم الذاتية وخيبات الانسان في هذا الزمن يعكف الآن على كتابة رواية جديدة بلا عنوان .

بلال أحمد

Visited 14 times, 1 visit(s) today