نحو الغد السوري
دمشق..
من قلب المعاناة الممزوجة بقالب الأمل يشاطرنا الشارع السوري الكثير من الأمنيات لتكون بين يدي سيد الوطن، وعلى مدّ هذه الجغرافيا السورية نرى بأن الأمنيات ليست متباعدة أو متنوّعة كثيراً وذلك بسبب الظروف الموحّدة عند كل فئات الشعب؛ أمنيات اقتصادية تعبّر عن رغبة كبيرة في رجوع السلع إلى وضعها الأسبق بعد أن قفزت قفزاً جنونياً ومنقطع النظير، وأُمنيات صحية اجتماعية تربوية بسبب قرب فتح المدارس للعام الجديد واستمرار انتشار وباء كوفيد19 عالمياً وإقليمياً.
ولعلّ هذه المرحلة الشائكة المشوبة بالكثير من الظروف الخاصّة تفرض نموّاً فكريّاً خاصّاً وتكاتفاً عالياً من الشعور بالمسؤولية والرغبة بالتغيير، فمقارنةً برغبات الفئات الشعبية في إيصال احتياجاتهم من قبل ممثليهم في مجلس النواب سابقاً ورغباتهم الآن لايوجد ذلك الفارق الكبير لكن بسبب المستجدات الراهنة صار من الواجب أكثر تحقيق تلك الأمنيات لا سيما أنها متعلّقة بقوت الشعب، فلافرق بين أمنية مواطن يتمنى ألّا ينقطع رغيف الخبز عنه ومواطن يتمنى أن يحصل على وظيفة دائمة كي يكون بإمكانه أن يشتري هذا الرغيف.
لهذا أمنيات جيل الشباب الصاعد الراغب بإنهاء بطالته هي الأمنيات الأكثر تحفيزاً للإنجاز في هذا الوطن، ومن هنا يأتيك صوت مواطن في مقتبل العمر ليقول: قد حققتُ حلمي وحصلتُ على وظيفة ليتبع جملته بجملة: ولكن جاء حلمي مبتوراً.
كيف لا يبتر الحلم وكان الهدف من الوظيفة الحصول على راتب دائم يساعد صاحبه في العيش حياة كريمة لكن مقابل ذلك وجد هذا المواطن نفسه موظفاً في محافظة أخرى عليه أن يدفع أجور السكن والطعام والسفر الدائم وبالتالي عليه أن يدفع ضعف راتبه ليتم كل تلك الأجور.
وبالتالي كيف يمكن أن نوفّق بين الأمنيات وبين اكتمالها؛ فالأمنيات الناقصة تتحوّل إلى نقمات مع مرور الوقت.لهذا تماماً لابدّ من اقتران النظرية والتطبيق اقتران تطابق لازيادة ولا نقصان.فالشباب نظرية، وتحقيق حلم الوطن فيهم تطبيق.
وعلى الرغم من تشعب الأمنيات ألا أنها تصب في أمنية واحدة وهي ازدهار سورية فالوطن يزهر بأبنائه والأبناء يزهرون بإنتاجهم فإذا توفرت لهم ظروف الإنتاج السليمة أبدعوا في عطائهم.
A2Zsyria