اخترنا لكمعبي بالخرجمش عيب

وزارة التنمية الادارية نجحت بالبريستيج وسقطت في التنفيذ

دمشق..

في سورية مازالت الجهات الحكومية تصر على عدم اعتماد اليات واضحة المعالم وعلمية في التوظيف والترفيع الاداري في مؤسسات الدولة، رغم التوصيات والندوات والمؤتمرات، واحداث حقيبة وزارية للتنمية الادارية منذ. عام ٢٠١٤.

وبعد ست سنوات على احداث ما اطلق عليها التنمية الادارية، والاصرار على التجاهل المتعمد للسير في سكة الاصلاح الاداري، اوصلنا الامر في نهاية المطاف الى اتخام المؤسسات بعدد فائض من الموظفين ،وبنسب اجور متدنية، وهذا حالنا اليوم كما تسبب بتفتت المسؤولية وقصور الرقابة او بالأحرى انعدام المحاسبة وهذه مشكلتنا اليوم .

ومن المفيد اليوم تقييم فكرة احداث وزارة التنمية الادارية، والاطلاع على نتائج اعمالها، وتحليل الاحتياجات الوظيفية لكل مؤسسات الدولة، و ما تحتاجه هذه المؤسسات من ملاك بشري واليات الترفيع الوظيفي واسلوب منح المكافآت والاشراف على التقدم والترفيع الوظيفي، واعتقد جازما من خلال المتابعة الدقيقة ان الوزارة سقطت في هذا الاختبار، ولم تتعلم الف باء هذه الافكار الادارية وبعيدة عن التطبيق والتنفيذ بعدا شاسعا.

وزارة التنمية الادارية تجلس اليوم في برجها العاجي وتراقب وتتقاذف الاتهامات مع من منعها كما تدعي من تنفيذ مشروع المراتب الوظيفية العليا على مستوى نواب الوزراء، والغريب بالأمر ان نظام بسيط للتحفيز والعقوبات واضح وشفاف على مستويات الوظيفة العامة عجزت عن تحقيقه فكيف ستفرض نظام المراتب الوظيفية، وربط المسار الوظيفي بالمسار التدريبي، واستثمار المواهب والاستفادة من تجارب الدول المتقدمة في مجال التوظيف الحكومي .

ياسادة في وزارة التنمية الادارية انتم تدركون انه بعد سنوات على احداث الوزارة مازالت عملية اختيار رؤوس اهرام المؤسسات معتمدة على اعتبارات غير علمية، ولا تمت للدراسة والتقييم بصلة، بل ما زال ابو جهل بعقليته المناطقية والحزبية والدينية والمالية هي الاساس لاختيار المدراء والوظائف العليا في الدولة.

وما زالت المزايا العينية التي يتمتع بها كبار موظفي الدولة مفتوحة وغير محددة ، وتخضع للمزاجية ولاعتبارات شخصية لا تخضع للمراقبة تحت بند مكافأة وحوافز .

اليوم بعد وقفة مع الذات عن عمل وزارة التنمية الادارية يحق لنا ان نسأل عن باب الصرفيات في الوزارة مقابل العائد الاداري المحقق، ولا يمكن اعتبار ان تعديل نماذج الاوراق للحصول على اجازة أو استراحة مرضية انجازا للوزارة، بل الية التوظيف والتقييم الاداري والترفيع وتوزيع الحوافز والمكافآت وانجاز المسابقات والعقود الشهرية وغيرها هو الانجاز ، وللأسف الوزارة نجحت بالبريستيج وسقطت بالتنفيذ.

 

A2zsyria

Visited 60 times, 1 visit(s) today