اخترنا لكمحكي الناس

هذا الدليل … مناهجنا تفتقد البساطة والانسجام والتكامل

دمشق..

من يتابع المحتوى العلمي والتدريسي للمناهج السورية بدقة يلاحظ الضعف الملحوظ في التقسيمات والمسميات والحشو وغياب المعيارية في توصيف المناهج التي تفتقد ايضا الى البساطة والانسجام والتكامل.
واقتبسنا لكم من ضمن مناهج مرحلة التعليم الاساسي في مقرر اللغة الفرنسية حيث يطلب من التلاميذ التحدث عن جمعية خيرية ومن مؤسسها وماذا تقدم من خدمات وكيف تساعد؟ ويعد الاطلاع على هذا الطلب نقول للمعنين في وزارة التربية والمناهج السورية .

أما كان الأولى بالتلميذ في البداية أن يدرك الموضوع ويفهمه بالعربية قبل ان نطلب إليه تشريحه بالفرنسية.
ألا يدرك المعنيون في وزارة التربية ان كثيرا من مفردات الموضوع غريبة حتى بعض المدرسين.
إن كان الهدف هو الاشارة إلى اهميه العمل الخيري فهذا جيد ولكن الجمعيات وموسسيها يمكن ان يوقع التلميذ والاستاذ بحيرة. فماذا لو تكلم عن بيل غيتس مثلا.
أو عن الاغنياء الكبار وجمعياتهم التي تقدم التعليم والصحة وتدعم البنى التحتية بمشاريع كثيرة في الدول الفقيرة.
إن كان هذا ماتريده الوزارة فهذا جيد ولكن اغلب المدرسين لايدركون ذلك.
وإن كانت الرسالة من فهم التلميذ للجمعيات الخيرية ستتجه باتجاه الجوامع والجمعيات الخيرية الإسلامية او المسيحية فهذه كارثة. بالنسبة لليتامى وجرحى الحرب فهذا شي جيد بالتأكيد ولكن الموضوع ليس سهلا على تلميذ سوري نريد له ان يفكر بحرية ويطلق العنان لافكاره الخلاقة ولايضع حدودا وحواجز سياسية او دينية لها.
نتمنى أن تكون المناهج متوافقة (بين مايتلقاه الطالب في لغته العربية واللغة الاجنبية)، ولا ضير أبدا في التفكير بتطوير المناهج التي يتلقاها الطالب باللغة العربية بشكل مستمر. فكلنا يعلم أن المناهج الاجنبية للدول المتطورة أكثر مناسبة للتلميذ من مدارسنا، ونقدنا للمناهج لا يعني أبدا أنها بدون قيمة. الاستفادة من تجارب الآخرين قد يوفر علينا الكثير من الوقت ولابنائنا الكثير من الفوائد وللتربية الكثير من العثرات.
نحن لسنا ضد هكذا مواضيع ولكن لابد من ان تكون المعلومة واضحة بلغته الام ليسهل عليه تعلم مفردات الموضوع بلغة اخرى. المواضيع في مناهجنا تتطلب البساطة والانسجام والتكامل.

 

A2Zsyria

Visited 14 times, 1 visit(s) today