المدارس السورية تعزف الأنغام المفرحة من يسمعها
دمشق..
مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي بدأنا نشاهد في المدارس السورية وباجتهاد شخصي بعض الانشطة الصفية بعضها حالفه الحظ وظهر على وسائل الاعلام وأخرى لم يحالفها الحظ، علما انها انشطة تستحق التوقف وشكر القائمين عليها .
وتعرف الانشطة الصفية بالخروج عن النمطية وتحويل الدرس إلى جو من المرح يعزز تفاعل التلاميذ حيث يمكن بسهولة ملاحظة البشاشة على ثغور التلاميذ، وأعتقد ان مرحلة التعليم الابتدائي يجب ان تكون للتعلم مع المرح والفرح وبناء الشخصية وليست للحشو الببغائي الذي نعاني منه كلنا في سوريا.
وبالرغم أن الصف في المدارس العامة كبير والامكانيات متواضعة والظروف صعبة، كل هذا لم يمنع بعض المدرسين من الاجتهاد وبذل المزيد من الجهد والعطاء لترك الابتسامة على ثغور الأطفال في رسالة واضحة لكل من يعتقد أن القيام بالواجب مرهون بالامكانيات والوضع المعيشي بالرغم من ان هذا الوضع مزري جدا لكن بعض المدرسين لا يؤدي رسالته الا على أصولها وما أكثرهم في سورية واقل تقديرهم.
فالاستاذ الذي يؤدي واجبه ويستثمر الحصة، كالطبيب الموظف الذي لايتأفف من معاينة المريض في المركز الصحي ولايتهرب من العمل الجراحي في أثناء نوبته. والصحفي الموظف الذي يتايع الاحداث على مدار الساعة كلاهم (الصحفي المدرس والطبيب) رواتبهم متواضعة ولاتكفي لبضعة ايام. هذا ليس سبب للتهرب من المسؤولية والقيام بالواجب. ما قلناه عن الصحفي المدرس والطبيب ينسحب على كل المهن.
مانراه حولنا في سوريا على مدار الساعة يشير إلى أننا نعيش أزمة قد تستمر لسنوات طويلة، ويمكن للادارة الرشيدة وتحمل المسؤولية ان تساعد في التخفيف من تبعات الازمة في حال كانت الارادة جادة للعمل والتضحية وعدم النظر الى أعمال الاخرين وللاسف لقد غرقنا كلنا في التفاصيل التافهة أو الأصح أغرقونا فيها ، ولا نحتاج الى ضغوط إضافية أكثر مما نحن عليه.
مشاهدة او سماع أي شي مفرح في سوريا هو اكثر مانحتاجه في هذه الايام وفي مدارسنا اليوم الكثير من الأنغام المفرحة والامل الواعد بحاجة الى تأطير وتنظيم وتشجيع وتحفيز وعدم محاربة هذا الشباب المندفع .
وللاسف اليأس الذي يشعل الاحباط في نفوسنا كاد أن يصبح خيارنا جميعاً كسوريين وهذا مالايريده احد.
A2Zsyria