الفلاحون في سورية يقطفون الموسم الذهبي
اللاذقية..
من عشرات الاعوام الى اليوم لم تمر مرحلة ذهبية على الفلاح السوري كما هي اليوم، حيث مئات البرادات المعدة للتصدير تقوم بجمع الخضروات والبضاعة التصديرية والاتجاه الى المعابر، والفلاح يعود الى منزله مبتسما في جيبته مليون ليرة في الحد الادنى عن كل عملية بيع في سوق الهال.
صحيح ان البضاعة التصديرية تكون بمواصفات خارقة ومفروزة بالحبة وفي عبوات جديدة والزراعة اليوم مكلفة جدا، من ثمن البذار الى السماد واجور العمالة وثمن انشاء البيوت المحمية والادوية واجور النقل وعمولة التجار والهدر كبير في صرفيات مستلزمات الانتاج، الا أن البيع بسعر مرتفع لأول مرة يحقق في سورية يجعل من الفلاح مبتسما نتيجة البحبوحة في جيبته على عكس عشرات الاعوام السابقة.
فتح ابواب التصدير اجراء فرض نفسه على الحكومة نتيجة الحاجة الماسة للقطع الاجنبي، لكنه في الوقت نفسه كشفت حالة الظلم التي كانت مفروضة على الفلاح وتسببت بهجرة الفلاح للأرض خلال الفترة الماضية، وفشل جميع ما اشيع عن خطط التسويق لان القصة طلعت معلقة بقرار وليس بخطة تسويق.
اليوم الدولة معنية بتنمية الاقتصاد الزراعي واستثمار انتاج الارض الى اقصى الحدود، وعليها في المقام الاول تامين مستلزمات الانتاج من وقود واسمدة ورقائق نايلون وترك الاسوق مفتوحة للتصدير ، ومحاربة المواد المستوردة في مواسم محددة لضبط الانتاج السوري على وتيرة عالية لتأمين حاجة السوق المحلية، وتصدير الفائض للخارج لتأمين دخل جيد لمن يفكر بالعمل بالزراعة بدلا من هجرة الاراضي كما هو قائم حاليا.
فتح الاسواق الخارجية يفضح عقلية التخطيط الرجعية المتبعة لدى الحكومة على مدى عشرات السنوات السابقة، ومن المفارقة العجيبة ان يترك السوري ارضه ويسافر ليعمل اجير في أرض دول الجوار، ويكون مرتبه اعلى من مدخول ارضه، هذه العقلية يجب ان تتوقف فورا بعد فضحها بالإثبات والواقائع.
وعلى الحكومة التي التجأت الى الاستيراد مجبرة أن تترك هذا الباب مفتوحا امام من يود العمل بالزراعة للعودة الى أراضيهم وجعل من كل موسم في سورية هو الموسم الذهبي .
A2Zsyria