المفتاح الاسرائيلي الجديد للشرق الاوسط
دبي…
اتفاق السلام الإماراتي ــ الإسرائيلي ليس «خياراً» إماراتياً فحسب، كما هو ليس خيارا سعوديا، ولا مصريا، ولا سودانيا، ولا بحرينيا، بل هو شراكة استراتيجية تُريدها الدول الخليجية والعربية علنا ام سرا، هذه الشراكة تحمل في ظلها المفتاح الاسرائيلي الجديد للشرق الأوسط..
الاتفاق الاماراتي الاسرائيلي يسير وفق ما رسم له، وهناك العديد من الشركات الاماراتية تضم في صفوفها سوريون وعرب في الادارات العليا والمتوسطة، وهذه الشركات ستقوم بالتبادل التجاري والعملياتي مع اسرائيل، فإلى اي فتوى سيحتكم هذا العامل المطلوب منه زيارة اسرائيل والتفاوض معها والتواصل الدائم حول عمل بزنس مشترك، فهل سيرفض هذا قرار ادارته ويترك عمله ورزقه ام يزور اسرائيل ويتصرف بمبدأ لا يوجد عداوات دائمة وفي العمل التجاري لا يعرف سوى المصالح والربح ولا علاقة له بالسياسة .
وهل دولة هذا العامل أيا تكن ستقول إن هذا العامل خائن ومنحط وباع بلده لأنه نفذ اوامر ادارة شركة يعمل بها وقام بزيارة اسرائيل مع وفد تجاري او لبى دعوة لحضور مهرجان او مؤتمر او غيرها من قصص، ام انها ستعتبر تصرفه فردي ويصنف على المعارضة والخونة، ام انها ستتغاضى عن هذه الافعال كونها فرضت نفسها بمحض الصدفة ولا علاقة لمن يبحث عن رزقه في دول الاغتراب بالشأن السياسي ويمثل تعليمات ادارته في العمل.
العاملون في دول الخليج الذين طبعوا العلاقات مع اسرائيل سيجبرون على التعاون معها وسيضعون امام خيارات احلاهم مر، وسينتظرون رأي او فتاوى دولهم حيال هذه المواقف، ولم يجدوها وسينقسم الشارع فيسبوكيا حول هذه التصرفات حتى ينكسر حاجز الصدمة الاولى، ويصبح السلوك اعتياديا وعندها تكون اسرائيل قطعت اشواطا كبيرة في اتلاف العداوات المتراكمة ضدها وفازت في التسابق لزيارة اسرائيل من بوابة العاملين وآخر همها رضا الدول العربية .
المفتاح الاسرائيلي الجديد للشرق الاوسط يُراد منه الولوج صوب ذاك الشرق الأوسط الجديد، الذي أُفشِلت محاولات فرضه في محطّات سابقة لكن هذه المحطة، على ما يبدو مدروسة بعناية ولا يمكن القفز فوقها الا بتجريم كل من يعمل مع شركة لها علاقات مع اسرائيل حتى لو كانت عربية، اي بالمختصر المفيد مقاطعة جميع الدول التي لها علاقات مع إسرائيل وهذا في الواقع يستحيل مقاطعة الامارات العربية وترك العلاقات مع روسيا و الصين اذا الباب المفتوح لا يمكن اغلاقه بسهولة في ظل الواقع الاقتصادي المتشظي، فهل وصلت إسرائيل الى مفتاح القدس العتيق الذي تبحث عنه من عشرات الأعوام.
A2Zsyria