المزيد من آي تو زد سيرياحكي الناس

ماذا ينتظر السوريون من خيبات في العام 2021 ؟

عشرة أيام ويودع العالم والسوريون عاماً أجمعوا على أنه متعب وصعب، خسر فيه أغلب شعوب الأرض العديد من الأرواح نتيجة وباء كورونا التي ضرب الدول الغنية وأثر فيها أكثر مما فعله في الدول الفقيرة. ولكن في سوريا القصة مختلفة، فلم يكن ينقصهم إلا الكورونا هذا الوباء الذي أزهق الكثير من خيرة الكوادر الصحية في البلد، وأجهز على العديد من السوريين الذين فُجعوا بأعزائهم. فالحرب والحصار وجائحة كورونا  لم يكونا الند الوحيد للشعب السوري، إذ أن الوضع الاقتصادي وتردي الخدمات العامة رغم الهدوء النسبي التي شهدته العمليات العسكرية على كامل الجغرافيا السورية كان السمة المميزة للسوريين.

رغم التغيير الحكومي التي شهدته سوريا لم يلحظ المواطن أي تحسن في أغلب القطاعات، فالخدمات الأساسية من قبل المواد التموينية والمحروقات شهدت ازدحامات لم تعتدها سوريا طوال فترة الأزمة، بدءاً من الخبز وانتهاء  بالمازوت والبنزين. تم رفع الأسعار لأغلب المواد المدعومة، ومع ذلك لم يشهد أغلب المواطنين تحسناً جوهرياً في جودة الخدمات. فانخفضت جودة الرغيف، وزادت ساعات التقنيين بشكل كبير مبددة أي أمل للسوريين بوضع أفضل هذا العام.

عاماً بعد عام سوريو الداخل في حنين دائم إلى الماضي، فمن عاش في سوريا عام 2019 يدرك أن الوضع كان أفضل والحياة على صعوبتها وقسوتها أخف وطأة. إن ما نراه يومياً يزيدنا قناعة على أن العام القادم لن يكون عاماً مبشراً لأن الدلائل الحالية تفيد بأن القادم صعب على الصعيد الاقتصادي والخدماتي والإداري. فلا شيء بالأفق يشي بأن هناك غيث يروي عطش السوريين الذين جفت حلوقهم وأنهكت عروقهم وتشتت آمالهم.

 فالفساد والفشل الإداري حدث ولا حرج، وغياب المحاسبة والتهرب من المسؤولية لم تعد حتى من مطالب الناس، أصبحت أحلام الناس هي الظفر بربطة خبز من النوع الجيد قمة أحلامهم، وأضحى صوت رسالة تكامل بجرة غاز هي أكبر فرحة لهم، كما بات رؤيتهم لصهريج المازوت وتعبئتهم لبضعة لترات ليتدفؤوا بها محرضاً لانهمار سيل من دموع الفرح التي قلما تتكرر. نعم لقد انشغل الناس بأبسط أمور الحياة وباتوا يلهثون وراء لقمة العيش التي يصعب تأمينها يوماً بعد يوم، لا يهمهم ما يفتك بالبشرية من أوبئة ولا يكترثون بشيء، جُل ما يريدونه أن ينتهي اليوم وفي بيوتهم ما يسدون به رمق عيشهم. كثيرة هي  الأساسيات التي تم شطبها والاستغناء عنها هذا العام، نعم لقد نقلها السوريون إلى قائمة الكماليات وأضحت رفاهية (رغم صعوبة تصديق أنه يمكن لأي عاقل في هذا العصر أن يعتبرها رفاهية) وأية رفاهية؟  

نعم واااا أسفاه، فقد غابت أكثر الأصناف عن موائد السوريين التي اقتصرت على المتاح، وما هو هذا المتاح ؟ أما عن حاجيات الأطفال وما يفرحهم فماذا سنقول، وعمن في سن الزواج هل ثمة من تعليق من قبل أصحاب القرار؟ أما عن كبار السن فأي آخرة يعيشون ؟

من كان يردد عبارة ” ما في أسوأ مما نحن عليه” كان مخطئاً وهذا ما أثبتته السنون، فكل يوم يأتي يذكرنا بأن ماكنا فيه بالأمس أفضل مما نحن عليه اليوم. إن كان السوريون يشعرون بالحنين إلى الماضي عاماً بعد عام، فأي عام ينتظرنا بعد طي صفحة هذا العام الموحش.

نسأل الله أن تقف مآسي السوريين عند ما حصل في هذا العام، ويكون العام القادم بداية الخير لنا جميعاً، وإن كان الأفق لا يوحي بأي بوادر، لذلك يبقى الأمل وإن كان ضعيفاً وذابلاً أفضل من انعدامه.  

Visited 37 times, 1 visit(s) today