من هنا وهناك

تعلن ولا تنعي .. نقابة الفنانين تتجاهل مشاعر الشعب السوري تجاه الفنان حاتم علي

دمشق..

عندما رفضت نقابة الفنانين السوريين أن تنعي الفنان حاتم علي الذي جمع السوريين على فاجعة رحيله واكتفت بالإعلان عن وفاته عبر منشور مقتضب على صفحة النقابة على موقع الواصل الاجتماعي ” الفيسبوك” من دون صورة أو سيرة ذاتية، لا شك أنها أخطأت، والخطأ الكبير يقع على الدولة التي تجاهلت هذا الواجب أيضا، ولم تحاسب النقابة على تقصيرها، وتصدر الاعتذار اللبق للشعب السوري .

والرد على تقصير النقابة كان سريعا من قبل المحبين للفنان الراحل بالتعليقات والشتائم على المنشور الذي وضعته النقابة على صفحتها، ولا نعلم كيف تقبل بوجود هذه الشتائم على منصتها، أم انها ناوية الاقتصاص من أصحابها عبر محكمة الجريمة الالكترونية بدعوى جماعية .

ولماذا لم تعلن النقابة نعوتها وتضامنها مع اسرة الفنان المصدومة كما هو الشارع السوري بجميع أطيافها داخل سوريا وخارجها، ولا نعلم لماذا هذه التصرفات؟ ولمصلحة من هذا التجاهل؟ السؤال برسم  مختار أم الطنافس للإجابة والإفادة، وهل سيحضر وفد النقابة جنازة زميلهم ويقوم بواجب العزاء ويرسل اكليل زهور باسم النقابة ، ام سيكتفي بان الفنان مفصول من النقابة لانه لم يسدد اشتراكاته المالية، ولا يوجد أي واجب للنقابة تجاهه .

للأسف الشارع السوري المحب للراحل وضع النقابة ونقيبها في موقع لا يحسد عليه، حيث أغلب الصفحات نعت على صفحاتها الفنان الكبير الذي أجمع السوريون على محبته، ويضع اعلان نقابة الفنانين السوريين في موضع مخجل، كان بإمكانهم تفاديه وإرسال رسالة لكل السوريين بأن هوية المبدع السوري الوطنية أهم من أية تأويلات وتصفيات مسيئة وضعيفة، وما صدر عن نقابة الفنانين بخصوص عدم نعي المرحوم حاتم علي بحاجة إلى توضيح. هذا حق لنا نحن السوريين.

للتذكير الراحل الكبير نزار قباني لم يكن يوماً شاعر سلطة، وقال من شعره الكثير ناقدا كل الحكام العرب، ومع ذلك فتحت له دمشق ابوابها السبعة، إذ نعته كل مؤسسات البلد الثقافية والاعلامية والفكرية، وتم التكفل بدعم وتنظيم جنازة تليق به واستقبلته دمشق استقبال الفاتحين.

وهنا نحن لانقارن بين المرحومين ابداً، ولكننا نشير إلى فكرة بسيطة بأن سوريا بلد لكل السوريين ولايجوز اللعب بهذه الورقة لاعتبارات شخصية أو لقاء صكوك غفران لاقيمة حقيقية لها إلا في عقول بعض المستفيدين.

الشعب السوري اليوم في أمس الحاجة إلى تغليب لغة التنفيذ والعمل على لغة الشعارات، فالحب والصفا والمبادرة الطيبة تبدأ بالكلمة الحسنة والتصرف الحكيم واللبق، وهذه الرسالة يجب أن تكون واضحة من قبل الدولة ولا يجب أن نسمح إلا بدعمها وتقويتها، لأنها بداية الطريق الطويل إلى الأمل ببناء سوريا قوية لكل أبنائها.

كم كان جميلاً لو رأينا نقابة الفنانين باعتبارها تضم سفراء سوريا الكبار من النجوم والفنانين تفتح ذراعيها لكل الفنانين السوريين بمحبة وقلب طيب .

 

A2Zsyria

Visited 12 times, 1 visit(s) today