السيد وزير التربية ع/ط مدير تربية طرطوس .. تصوير هوليودي وواقع سوري
طرطوس- كنان وقاف
منذ شهر تقريبا كنا قد كتبنا زاوية قصيرة عن بعض الأمور المتعلقة بتربية طرطوس ، يومها ثارت ثائرة مديرها ، أرغى وأزبد وأرسل ردا “تكذيبيا” قمنا بالتعليق عليه باختصار شديد ( كما يستحق ) ، وعدناكم في زاويتنا تلك بمتابعة بعض الملفات التي كانت قد وصلتنا ، كنا في طور إعداد تحقيق متكامل بذلك لكننا قررنا التريث مبدئيا.
فالعدد الهائل للشكاوى التي وصلتنا الكترونيا كان أضخم من أن يغطيه أي تحقيق مهما بلغ عدد كلماته ، ولم نتصور أن تكون شاملة لكل الأقسام والدوائر تقريبا ( الأبنية المدرسية – الصحة المدرسية – التعليم الأساسي – المعلمين – الكتب المدرسية ) ، فوجئنا أيضا بعدد العاملين في قطاع تربية طرطوس الذي يقدر بحوالي 35000 موظف ، وهذا فعليا يدفع أي “ذو عقل” لإيجاد مبرر لمدير التربية عند حدوث الأخطاء ، لكن في نفس الوقت لا يعتبر عذرا محلا من المسؤولية ، خصوصا عند التنبيه والإشارة لهذا الخطأ سواءا من الكوادر التربوية نفسها أم من الإعلام الوطني أيا كان نوعه . لذلك ..
وحتى موعد إعدادنا لتحقيق “موثق” سنطرح بعض القضايا الملحة على وجه السرعة ، ولكن هذه المرة على مدير التربية ومنه إلى الوزير .. لعل وعسى . – بعد تصريحات وزير للتربية الأخيرة التي تجاهر بفحص كل طالب قبل دخوله إلى المدرسة ، لا يمكننا التعليق إلا – متأكد سيادتك ؟ .
هل هذا التصريح الواثق يشمل مدارس طرطوس ؟ بإمكاننا تزويدك بلائحة طويلة عريضة لمدارس لم تفحص طلابها لمرة واحدة حتى ، وسنضيف لك من ( الشعر بيت ) عن نظافة الحمامات ، أو حتى صلاحيتها للاستخدام “البشري ” في أغلب المدارس ، أما كمية المعقمات والمنظفات التي تسلم فهذا بحث آخر تماما ، لأن ما يكتب على الورق لا يطابق الواقع “أبدا” فهي على قلتها إما لا تسلم فعليا ، أو تسلم ولا تستخدم ( مدري وين بتروح ) .
طبعا .. صورتك “المثالية” في إحدى مدارس طرطوس أثناء زيارتك الميمونة والتي تظهر – تباعد مكاني بين الطلاب – مقاعد جيدة – ستائر في الصفوف ، لا تمثل الواقع الحقيقي مطلقا ، ونظنك تعرف أن أغلب المدارس – حلقة أولى – تضع كل ثلاثة طلاب في مقعد واحد ، وفي بعضها لايستطيع التلاميذ أن يجلسوا أو يكتبوا على مقاعدهم لعدم وجود أخشاب عليها أصلا ، أما الستائر فهذه أصبحت من الأحلام ، و أوراق الجرائد هي البديل الموجود غالبا .
في مقالنا الأول كتبنا عن قضية التكليف الإداري لمن لا يستحق ، سمعنا وقرأنا لاحقا عن دراسة الأمر تفصيليا ومراجعة “التكليفات ” السابقة ، وهذا ما أفرح الكثيرين إن تم الأمر و تحقق العدل . لكننا فوجئنا بقضية أخرى تشابه هذه الحالة ، وهي قضية نقل بعض المعلمين أو المعلمات بصورة مجحفة ، فالبعض ظلوا لسنوات وهم يعانون صعوبات وأجور المواصلات للوصول إلى مدارسهم ويريدون الانتقال إلى مدارس أكثر قربا من مكان سكنهم مع تقديمهم لطلبات كثيرة تم رفضها بحجج نقص الكادر ، لكنهم فوجئوا بانتقال زملائهم ممن تم تعيينهم حديثا ( حسب الواسطة ) .
في المدارس المصنفة ” نائية” والتي تبعد لساعات عن مكان إقامة المعلمين ، لماذا لا تسمح مديرية التربية بتفريغ بعض الأيام تجنبا لصعوبات وأجور النقل الفاحشة عليهم ، بما لا يؤثر على العملية التعليمية ونصاب الحصص المقرر عليهم ، فهل من الإنصاف أن يبقى ” معلم ما ” لمدة ساعتين في المواصلات ليعطي حصتين درسيتين فقط ثم يعود لساعتين أخريتين ، أم أن القوانين تطبق لمجرد التطبيق دون استدراك لبعض الثغرات مهملة القيمة ، والتي يمكن تداركها بما يحقق المنفعة للعملية التعليمية كاملة و يحفظ كرامة هؤلاء المعلمين.
A2Zsyria