الاسعار تحلق والمواطن يبكي
دمشق..
من يسير في اسواق العاصمة دمشق ويراقب الاسعار المعروضة يصل الى قناعة ان استمرار الحياة مستحيلة أمام هذا الغلاء الجنوني، وجميع ما يعلن في الاعلام عن تخفيض اسعار السلع ودعوة التجارة عبارة عن فقاعة اعلامية لا تأثير لها على ارض الواقع.
ومع اقتراب شهر رمضان حيث اعتاد السوريين التسوق بكميات كبيرة تكفي لنصف الشهر، أما اليوم يتسوقون بالحبة والطبخة وبالفين ليرة كعك والحلويات تغيب عن موائدهم واللحوم يشاهدونا على واجهة المحلات وخاصة اصحاب الدخل المحدود.
المضحك ان السورية للتجارة تطرح ما اسمته مبادرة لسلة غذائية بقيمة 50 الف ليرة بحجم راتب الموظف تكفي موادها المواطن لثلاثة ايام اذا طبخ يوم برغل ويوم رز ويوم قمح مقشور من دون لحمة او زيت حلو، على ما يبدو ان الواقع المؤلم لا يؤلم من هم في مراكز القرار.
لا يمكن لاي مواطن تربى على العفة والشرف ان يبقى رافعا هذه الشعارات وسط هذا الجوع، وامامه خياران لا ثالث لهما، اما مغادرة البلد او التوجه للعمل بالعتالة أو السير في لعبة الفساد القائمة في البلد، وكأن تربية الفساد في البلد يعمل عليها على قدم وساق من خلال تجويع الشعب .
المواطن في الاسواق يبكي من هذه الاسعار يعود الى منزله ولا يحمل طبخته اليومية وتخلى عن المنظفات والمحارم تخلى عن اسم الرفاهية وتخلى عن الحاجات الاساسية فقط يريد سد الجوع حتى فلافل عاجز عن الحصول على وجبتين يوميا ماذا يحدث يارب ..
A2Zsyria