مهنة المتاعب في عيدها… عبادة الكرسي ضيعت المهنة

دمشق..
مع انتشار وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت الصحافة في بلدي “مهنة من لا مهنة له”، وكأن قدرها اليوم الابتلاء بصفحات وأشخاص يلوثون رسالتها النبيلة مستخدمين البوستات التافهة للوصول الى عامة الجمهور، وتصييد اللايكات للوصول الى الصفحات المليونية، وقيادة الاعلام بنشر الاخبار الكاذبة وغير الدقيقة، هذه المقدمات سببها الجوع والفقر الذي لحق بغالبية الزملاء نتيجة تدني أجور مرتباتهم وتعويضاتهم، حيث الصحفي في بلدي بحاجة الى عمل 3 سنوات من دون مصروف للفوز بثمن جهاز هاتف خلوي مزود ب3 كميرات .
مهنة المتاعب اليوم في سورية لا تطعم خبزا، ولا تفتح منزلا، ولا تسمح لمن غامر وامتهنها بأن يطعم أطفاله، أو حتى مجرد التفكير بالزواج والارتباط، وهذا للأسف حال غالبية الشباب المسرحين الذين يحاولون حمل راية المهنة مستقبلا، ومن المواقف التي تقهر لدرجة الانفلاش أن ترى بعض الزملاء يعملون في مهن حرة لا تمت الى مهنتهم بصلة (سائق سيارة أو عامل في مطعم) لدفع اجار غرفة تأويه مع ثلاثة آخرين، أو تؤمن له ربطة خبز يومية حلمه الازلي كفاف يومه، أما الزملاء القدامى فجل همهم رسالة الغاز وتأمين الخبز والحصول على سلة مساعدات، والعمل لكسب الولاءات وتمسيح الجوخ للادارات من أجل الفوز بمكافأة هنا أو ظرف هناك.
بعد تشكيل الحكومة الجديدة في سورية تابعت باهتمام الانقسام بالولاءات للمسؤولين، ووصلت الى نتيجة أن مهنة المتاعب في عيدها ليست على ما يرام، والكثير من الزملاء ضيع المهنة وعبد الكرسي، وانحرفت أنظار المهنة من المشاركة في بناء اقتصاد للدولة والتفكير الصحيح في مرحلة اعادة الاعمار والاستفادة من التجارب الخارجية الى صراع فيسبوكي تافه يقود المهنة الى قاع الهاوية، ويرفع من شأن منصات التواصل الاجتماعي ..
الصحفي في بلدي بعد 10 سنوات من الحرب ودع خلالها مصطلحات الطاقة الايجابية وأفعال الفرح والسعادة وعاش مع أبشع الافعال يوميا مثل ( فجر وقتل وضبط وهاجر وخطف وانتحر وانهار وغرق وندد وشدد وسهر الليالي لملمة تصريح لمسؤول كتبه عبر منصته الشخصية كما حدث مع وزير التجارة الداخلية بالامس القريب، فالناس تنام مفعمة بالامل والصحفي يستيقظ مثقلا بهموم معيشته، فلا المسؤول ينظر اليه ويعبر متاعب مهنته وبعضهم يفكر بالبدائل الفيسبوكية، ولا الزملاء حملوا راية مهنتهم كونها لا تطعم خبزا والرزق في صندوق مفتاحه الولاء وعبادة الكرسي.

A2Zsyria