هل عجزت اللغة العربية عن إيجاد بديل لكلمة “السوق” إلى الخدمة
دمشق..
لا شك بأن اللغة العربية غنية بمفرداتها ولغة حية تتغير كغيرها وتتطور بحسب الظروف والاستخدام. وما كان ينطق به الشعراء الصعاليك أضحى عصيا على الفهم حتى من قبل مدرسي اللغة العربية من أبناء الجيل الجديد.
وهذه حالة عامة تصيب اللغات الحية أينما كانت، حتى في اللغة الإنجليزية يقولون بأن ماكتبه الأدباء قبل وإبان عصر النهضة ليس بالأمر الهين السهل القابل للفهم من قبل العامة، وقد يجد أيضا من يختصوا باللغة بأن الموضوع ليس رحلة سهلة. بكل الأحوال، حافظت اللغة على الكثير من المفردات التي لازالت على حالها وستبقى من دون تغيير يذكر.
استوقفتني عبارة السوق إلى الخدمة والتي أعتبرها ويعتبرها البعض مستفزة. وحقيقة الأمر هذا موضوع حساس لأنه قد يفتح الباب للمتصيدين في الماء العكر من أن يسرحوا ويمرحوا، لينتفضوا علينا بتوزيع أوسمة الولاء الوطني وخدمة الوطن والعلم وكثير من هؤلاء الناعقين ليسوا ممن خدم الوطن وبذل الغالي في سبيله، لأننا نعلم وندرك بأن الكريم والسخي لا يعرف المنة ولا يريد ثناء من أحد.
تعبير السوق تعبير غير حضاري وغير ملائم أبداً، إلا إن كنا نريد أن نسلم بأنه تنفيذ لإجراء قسري لا مجال للرغبة فيه أبداً. طبعاً لا يزال هناك من يرغب بالذهاب إلى الخدمة ولا أحد يملك معلومات عن نسبة من يرغب بذلك لاعتبارات مختلفة لسنا في واردها.
وفي نفس السياق هناك الكثير ممن لا يرغب بالذهاب وهذا طبيعي من حيث الرغبة الشخصية وليس السياق القانوني السائد.
لن نستفيض في شرح دلالة كلمة السوق لأن الأغلبية يدركونها، ونتمنى أن نبدأ المشوار نحو التفكير بتغيير أي شي يمكن أن يخفف وقع الأذى حتى لو باستبدال مفردة بمفردة أخرى ( بضم الهمزة).
A2Zsyria