بحجة استخدام الرسوم… تنظيم متطرف يخنق أرزاق المدنيين في إدلب
إدلب..
ليست المرة الأولى التي تحارب فيها هيئة تحرير الشام المتطرّفة “هتش”، السوريين في أرزاقهم ولن تكون الأخيرة قطعاً برأي كثيرين، إذ تظهر “الهيئة الارهابية ” في كل مرة وباعتبارها الحاكم الفعلي لمدينة إدلب بسياسة الأمر الواقع، بقرارات تحارب عبرها السوريين في مصادر أرزاقهم وتضيّق الخناق على مهن تاريخية.
منعت “هتش” مؤخراً وعبر سيطرتها على إدلب حرفة صناعة الفخار في المناطق التي تسيطر عليها، وهي مهنة كانت وما تزال مصدر أرزاق الكثير من المهنيين والحرفيين السوريين، والتي فرضتها طبيعة المنطقة التي يكثر فيها طين الفخار، ويرخص فيها سعر الفخار في أوضاع الاقتصاد المتردية.
وأسفر القرار الجائر على المدنيين في مدينة إدلب عن توقّف العديد من الأعمال اليدوية، وتوقّف العديد من الأسر التي تعيش على هذه المهنة، إذ غالباً ما تعمل العائلة بأكملها في صناعة الفخار، وبات من الصعب لهذه العائلات إيجاد مصدر رزق آخر، ما أدخل العائلات في ضوائق اقتصادية خانقة.
تذرّعت “هتش” لمنع مهنة صناعة الفخار، باستخدام العاملين فيها رسوماً على ظهر الأواني الفخارية، لتطلق يد أذرعها وعناصرها لتحطيم كل أنواع الفخار ذات الرسوم والزخارف، ومنع أي محل تجاري من العمل على هذه الأواني المنزلية. ولا تجد الكثير من العائلات التي توقّفت أعمالها في صناعة الفخار، بداً من البقاء في إدلب، فلا منفذ للخروج في ظل تدهور الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في كل مناطق الشمال التي تسيطر عليها الفصائل المسلحة.
وفي الوقت نفسه، تسيطر “هتش” على كل مجالات التجارة في إدلب، وتمنع أي شخص لا ينتمي لها من مزاولة رخص الاستيراد والتصدير من وإلى إدلب، فيما يوغل عناصرها في الفساد وفرض الضرائب على المعابر مع مناطق سيطرة الحكومة السورية. يعيش مواطنو إدلب واقعاً اقتصادياً مزرياً وصعباً في ظل الضغوط التي تمارسها هيئة تحرير الشام الارهابية على المدنيين، فيما تحاول الكثير من العائلات مغادرة المكان بحثاً عن حياة يتوفّر فيها الأمن والاستقرار.
البيان