اخترنا لكمسوشيال ميديا

الصحفيون لا يدخلون الجنة!

كتب الصحفي عبد الفتاح العوض قبل أن تحاول أن تدلي «بدلوك» فيما إذا كان الصحفيون يدخلون الجنة أم لا، أود أن أقول لك إن العنوان لكتاب ألفه صحفي مصري اسمه محمد العزبي عمره الآن 91 عاماً ليس غايته الإجابة عن السؤال، بل الحديث عن مشاق مهنة الصحافة.
والشيء الثاني أنه لا يجوز لأحد مهما كان أن يشهد لآخر بدخول الجنة أو النار، وهذا ليس موضوعنا، بل ما جرى حول الإعلام في حرب أوكرانيا.

مرة أخرى يظهر دور الإعلام في الأوقات الصعبة، ويصبح جزءاً من المعارك.. لكن اللافت أن يتم إيقاف بث قنوات ووكالات أنباء من دول كان عنوان الإعجاب بها حد الافتنان هو قدرتها على سماع الرأي الآخر وغزلها الدائم بحرية التعبير وحق الناس في الحصول على المعلومة وغير ذلك من العبارات التي نعشقها نحن معشر الصحفيين.
في الحرب على سورية عرفنا أن حيادية الإعلام كذبة.. في الحرب الروسية – الأوكرانية أيقنا أن شعراء حق التعبير كذابون.

واكتشفنا أن الدكتورة فريال مهنا – أستاذة الجميع في كلية الإعلام – «ضحكت» علينا عندما علمتنا الحيادية والموضوعية.
الإعلام هنا هل ضحية أم جلاد؟!

أحاول بقدر ما أتمكن من التفريق بين الصحفيين والعاملين في الإعلام وبين المؤسسات الإعلامية، فمن الواضح أن السياسة والمال يسيطران بشكل كلي على الإعلام.

ولم تستطع القوانين ولا نيات الإعلاميين أن تشكل وسطاً إعلامياً «موضوعياً»، ولا أقول «محايداً» في مقاربة الأحداث الكبيرة.
ربما نجد إعلاماً محايداً ونحن نشاهد برنامجاً عن فوائد النباتات البرية، لكن في القضايا الوسطى والكبرى يتحول الإعلام إلى طرف يعمل قاضياً ومفتياً بمزاجه وهواه ومصالحه.

في الحديث عن صورة الصحفي التي تم تقديمها في الأدب والفكر فإنها أقرب ما تكون إلى «صورة البطل» وهي في حدِّ ذاتها الفكرة التي يتمنى أي صحفي أن يكون فعلاً عليها، في مرحلة لاحقة بدأت تظهر صورة جديدة للصحفي لها علاقة بالأشخاص الذين فتحت لهم المهنة أبواباً خلفية دخلوا منها وأصبحت المهنة مستباحة.
لكن لو عدنا للعنوان الشائق.. «الصحفيون لا يدخلون الجنة» فإن كل صحفي بدأ هذه المهنة إلا وفي قلبه أنها مهنة الأنقياء والرومانسيين الذين يريدون أن يجعلوا العالم أجمل… الذين اختاروا المهنة اختياراً دخلوها بفعل المساحة المثالية التي تسيطر عليهم.. دخلوها كما لو كانوا الأشخاص الذين يعرفون أن الكون فيه أخطاء وأن مهمتهم إصلاح هذا العالم من أخطائه وهم من السذاجة للدرجة التي يظنون فيها أن مجرد الحديث عن الخطايا تمحوها.

طبعا لا يحتاج متوسط الذكاء منهم لسنوات طويلة ليكتشف أن الأمر أصعب مما ظن… قسم منهم يعشق حماقته ويستمر بها ومعها، وقسم آخر يعرف اللعبة ويلعبها بقوانينها. لكن معظم أصحاب المهنة يصبحون في نهاية الأمر من ضحاياها.

الآن يمكنكم أن تجيبوا: هل يدخل الصحفيون الجنة؟

أقوال:

– لا حقيقة ثابتة في الصحف إلا صفحة الوفيات.

– لا تنبسا بكلمة أريد أن أكتب عن حرية التعبير.

– إذا لم نكن نؤمن بحرية التعبير لمن نحتقرهم فنحن لا نؤمن بها على الإطلاق.

Visited 28 times, 1 visit(s) today