اخترنا لكمسيليكونياتمواضيع ساخنة

في رفع الدعم عن بعض الشرائح دون دراسة .. كأنه قرار قراقوشي بمفعول فوري

دمشق..
لا شك بأن عدالة توزيع الدعم إجراء متبع عند أغلب الدول المتطورة، التي تحرص على أن يصل الدعم لمستحقيه. وأغلب هذه الدول تعتمد معايير واضحة لا لبس فيها حتى لا يقع الظلم على أحد.
منذ قرابة الاسبوع تفاجأ الكثير من المهندسين والمحامين باستبعادهم من الدعم بحجة أنهم يمتهنون العمل الخاص في مكاتبهم لمدة تزيد عن ١٠ سنوات. لا شك بأن بيانات الدخل هي التي يجب أن تحدد من الذي يجب أن يستبعد من الدعم وليس عدد سنوات الخدمة. فأغلب دول العالم تعتمد الدخل السنوي معياراً لتحديد قيمة الدعم بغض النظر عن المهنة وعدد سنوات ممارستها. ولا يجوز التعميم والافتراض والتسليم بأن من مارس مهنة في مكتبه الخاص لمدة محددة فهو بالضرورة ميسور الحال ولا يحتاج إلى الدعم. لا شك بأن بعضهم كذلك ولكن ليس كلهم وأجزم بأن من خط قرار الاستبعاد يعلم ذلك.
طالما أننا لا نملك في سوريا معلومات دقيقة عن بيانات الدخل لأسباب كثيرة لسنا بصدد بحثها وفي ظل الأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي يعاني منها السوريون أضحى الدعم حاجة لجميع الشرائح. طبعاً مفهوم المواطنة يتطلب من الحكومة أن تكون أكثر تفهما وأكثر دقة وحرصا على التعامل مع مفهوم الدعم، وخصوصاً عندما تفشل الحكومة في تحقيق العدالة أو بتحييد من لا يستحقون الدعم ممن يستحقونه.
أغلبنا يعلم أن هناك الكثير من الأطباء والمهندسين والمحامين ممن يعانون ولا يكسبون قوت يومهم وذلك بسبب وضع البلد الذي أتعب الجميع بمن فيهم شريحة المخضرمين من أصحاب المهن الآنفة الذكر.
مايهم في هذا المجال هو غياب التقدير والاحساس من قبل الجهة المخولة بإصدار قرارات الاستبعاد وكأنه قرار محكمة وقرار قراقوشي بمفعول فوري. هذه العقلية في الإدارة عقلية مريضة وغير مناسبة حتى ولو كنا في سوريا لا نتبع في إداراتنا وقراراتنا أية معايير راقية.
بعد التضخم العالمي الأخير وارتفاع الأسعار، بادرت الكثير من الحكومات الغربية الغنية بتغطية جزء من التضخم وارتفاع الأسعار ومشاركة مواطنيها جميعهم بعض العبء المالي، فخفضت بعض الضرائب والرسوم وبادرت إلى المشاركة بدفع نسبة من فاتورة الكهرباء والغاز المرتفعة وهذا شمل كل المواطنيين بمن فيهم أغنى أغنياء البلد. الفكرة هنا تتعلق بالعدالة الاجتماعية والاقتصادية وعلاقتها بمفهوم المواطنة والمساواة. لن نطيل ونستفيض بهذا الجانب الاشكالي العصي على الفهم.
وبالعودة لمفهوم الدعم وفكرة الاستبعاد، لا زلنا نعمل بعقلية فوقية ولايزال المواطن في واد والمسؤول في واد آخر. مايحدث في كل تفاصيل حياتنا يتكرر في كل مكان وزمان ليؤكد بأن المشكلة في الذهنية والعقلية المريضة التي كشفتها الظروف الصعبة وعرتها الأزمة التي ذلتنا جميعا. نسأل الله تعالى اللطف والفرج، والله يعيننا أجمعين ويصبر من بقي له بصيص أمل.

 

A2Zsyria

Visited 11 times, 1 visit(s) today