اخترنا لكمحكي الناس

من يعجز عن توزيع الدعم بعدالة هل سيكون قادرا على الوقوف في وجه سلطة التواصل الاجتماعي

دمشق..
لا شك ان الدور والنفوذ التي وصلت إليه شركات التواصل الاجتماعي مخيف ومرعب ولايمكنه لأحد الوقوف بوجهه، فمن منا لا يتذكر ماحصل لرئيس الولايات المتحدة السابق ترامب عندما اضطروا لاخراسه وكبح جماع مؤيديه بإغلاق حساباته منصات التواصل الاجتماعي. ومن منا لا يتذكر ماحدث للطفلة جوى وكيف كان لوسائل التواصل الاجتماعي دور تحريضي هدام في الإساءة لمبادىء وقيم اجتماعية اعتاد المجتمع على الادعاء بأنه يحترمها. الموضوع هو مواءمة بين الحرية والمسؤولية وهكذا توازن ليس سهلا أبدا ويستحيل تطبيقه.
فالمسؤولية والحرية هما أساس الإعلام الحر والإعلام المفيد والهادف وخلاف ذلك يعتبر هرطقة ومضيعة للوقت.
لشبكات التواصل الاجتماعي دور لا يمكن تجاهله ويصعب التحكم به في أي مجتمع فمابالكم بمجتمعاتنا التي تعتاش على الإشاعة وتعشق نقل الحديث بعض النظر عن مدى دقته وصوابيته.
سيبقى مايقرره مالكو ومدراء هذه الشركات أكبر من كل مايمكن للحكومات وأجهزتها القيام به وستصبح هذه الشبكات المحرك الأساسي لأي تغيير أوحتى رد فعل.
داخليا ( على صعيد البلد) ثمة حاجة لتنظيم الفوضى والضجيج الذي يثقل كاهلنا من رشقات كثير من صفحات وسائل التواصل الاجتماعي التي أبعد ماتكون عن المهنية. نحن لا نطالب بإسكات أي منبر ولكننا مع تعزيز مبدأ الشعور بالمسؤولية ولو بتذكير مدراء هذه الصفحات بضرورة الالتزام وتحمل المسؤولية الأخلاقية.
مايصلنا من الخارج لا حول لنا به، وسنضطر للقبول به إذ سيكون الالتزام بما تقتضيه شروط الاستخدام الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي وتفسيراتها وتعديلاتها سيفا مسلطا على رقاب المستخدمين ولن يترك بلد بمنأى عن التدخل الخارجي فيما يمكن أن يحدث فيه في حال لم تنتبه الدول الى نتائج ما حدث.
لاشك أن المتابع ( مستخدم وسائل التواصل الاجتماعي) هو الأساس وردة فعله هي صمام الأمان ولكن في مجتمعاتنا التي تغلب عليها العاطفة ويسهل فيها استغلال الاستفذاذ وتحريضه ستكون الغلبة لأولئك الذين يستغلون عواطف الناس ويضربون على أوتار خاصة تثير الحمية وتحقق مايحلوا لهم بغض النظر عما يمكن أن تتسببه من مآسي.
لا يختلف اثنان على أهمية وسائل التواصل الاجتماعي ودورها الكبير في تسهيل حياتنا وتواصلنا ولكن ما ذكرناه عن مايمكن أن تسببه يبقى حقيقة لا يمكن تجاهلها.
مفهوم الاستقلال ومنهج حرية التعبير على المحك،وسيكون للتطورات التي سنعيشها في العقد الثالث الأثر الاكبر على مستقبلنا كشعوب وافراد وثقافات. لن يكون للدول الضعيفة وغير المتماسكة دور فاعل فيما يحدث ويمكن لتداعيات مايمكن أن يحدث أن تفرض على أمم ثقافات جديدة لم تكن يوما في قاموسها.
لا نعرف كيف لحكومة غير قادرة على إدارة وتوزيع المواد التموينية بعدالة ويسر أن تفكر باستراتيجية تتمكن من خلالها من إعادة الثقة مع الناس ليستمعوا لما يمكن أن تقوله عن تحديات حقيقية تفرضها وسائل التواصل الاجتماعي. لن يكون سهلا أبدا على الحكومة الخوض في هذا المعترك الذي يتطلب الثقة والجدية والعمل الدووب ومشاركة الجميع.

Visited 10 times, 1 visit(s) today