اخترنا لكمعبي بالخرج

من المسؤول عن فلتان الأسواق

دمشق…
في الدول الرأسمالية المتقدمة يعلمون الاطفال في مادة البزنس نسب الأرباح وكيف تنتقل السلعة من المزارع الى المتاجر، وآلية تحميل نسب الأرباح عليها، وعندما يكبر الطفل يعلم جيداً حركة الأسواق وهامش الأرباح، ويبحث عن المتاجر التي تناسبه، والسلع الذي تناسبه.

في سوريا فوضى الأسعار القائمة اليوم لا يمكن استيعابها، والفروقات بين متجر وآخر إذ وتجد أن أفخم المتاجر التي تتسوق ضمنها في جو مكيف أرخص من دكان صغير في منطقة المخالفات كون الأسعار لا رقيب ولا حسيب عليها والكل يتقاذف المسؤوليات.

التجار بدورهم يعتبرون أن المحافظة على كتلتهم المالية وحمايتها من أثر التضخم أولوية أولى، والأولوية الأخرى هي العيش بظروف الغلاء الكبير، وخاصة بعد رفع الدعم عنهم، ومنهم من يعتبر أن المصاريف النثرية التي يدفعونها يومية من نظافة وبلدية وتموين وغيرها من ثمن محروقات لإنارة محلاتهم وتشغيل البرادات لديهم عبارة عن مصاريف زائدة ويجب ان تُحمل على السلع.

المواطن المسكين بدوره يرى أن الأسواق فلتانة وغير مضبوطة، وجميع الضبوط التي تشرها وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك مع الغرامات التي بتنا نشاهدها بالمليارات لا تلجم التجار عن رفع الأسعار، وما شاهدناه من انقطاع في مادة المتة الأخير والسكر وغيرها من المواد يدل على أن الاحتكار يتم في عز النهار دون حسيب أو رقيب.

مدير الاسعار في وزارة التجارة الداخلية وحماية المستهلك نضال مقصود اعتبر في صريح لـ “سونا نيوز” أن استمرارية تدفق المواد في الأسواق هو الهدف الذي تعمل عليه الوزارة من خلال دراسة بيان التكلفة بدقة وبعناية بحضور لجنة تضم ممثلين عن الجهات ذات العلاقة بالاستيراد والتكلفة والتجار حتى نصل إلى الكلفة الفعلية الحقيقة ومنحها هامش الربح المناسب.

واعتبر مقصود أن أزمة السكر في الفترة الماضية سببه ضعف حجم التوريدات، لكنها اليوم بدأت تأتي بتواتر جيد ونحن متفقين في اللجنة على الأسعار، وخاصة سعر السكر تم حسابه وفق الاسعار العالمية وبيان التكلفة المقدم من المستوردين والشركات، وبعد اصدار الصك السعري بحضور كبار المستوردين ينتهي دور مديرية الأسعار ويبدأ عمل مديرة حماية المستهلك في ضبط أسعار السكر في الأسواق.

وأشار مقصود إلى حساب بيان التكلفة للتجار بشكل دقيق وخاصة من يحصل على المحروقات بسعر التكلفة يتم حساب بيان الكلفة عليه، ومن يحصل على المحروقات بالسعر الحر يتم حسابه في بيانات التكلفة، ويتم حساب النفقات المتنوعة التي لا يمكن توثيقها بنسبة 5 بالمئة من الفاتورة.

وبالنسبة لأسعار الفروج الحي والمنظف وأجزاء الفروج بيَّن مقصود أن أسعاره تصدر من مديريات التجارة الداخلية في المحافظات، استنادا إلى أسعار الفروج لذي تم وضعه مع المربين.

واعتبر مقصود أن السعر هو مجموعة مفردات كلف، ومن أهم الأدوات الاقتصادية من أجل تحسين المعيشة لذلك نسعى إلى تعزيز القدرة الشرائية من خلال تخفيض الأسعار.

وعلى ما يبدو أن الدوران في حلقة مفرغة وتقاذف المسؤوليات عن ضبط الأسواق سيبقى مستمراً إلى أجل غير مسمى.

سونا نيوز

Visited 13 times, 1 visit(s) today