وزير الإعلام السابق في جمهورية موزمبيق يطلب من طلابه تقييمه
دمشق..
بعد أن أنهى وزير الإعلام السابق في جمهورية موزمبيق مهامه في وزارة الإعلام، وعاد إلى طلابه في الدراسات العليا في جامعة لوانار، وأصبح يتحدث عن انجازاته وبطولاته وخطابه الإعلامي الحارق المتفجر العابر للقارات، وطلابه العشرة الذين يُحضرون رسالات الماجستير ويدرسون واقع الإعلام في موزمبيق في ظل الظروف الاقتصادية والاجتماعية والدولية البائسة، ويعملون على تفريغ البيانات ودراسات الحالات، ويدونون النتائج الصادمة عن واقع الإعلام وتراجعه، وهم في خضم الاستماع إلى انجازات معالي الوزير وسرده التاريخي عن عمله البطولي، وقف أحد الطلاب وطلب من وزير الإعلام التعامل معهم بديمقراطية، والاستماع إلى النتائج التي توصل إليها الباحثون عن واقع الإعلام في موزمبيق.
فوقف أحد الطلاب وعرض نتائج رسالته حول هجرة الكفاءات الإعلامية من من الإعلام الرسمي في موزمبيق، وتحميل سياسة الوزير وقراراته المسؤولية الكاملة عن هذه الهجرة، من خلال محاربة الكفاءات واصدار القرارات بالاعتماد على مديرين من خارج المهنة للمؤسسات الإعلامية، وتطفيش اصحاب الأقلام والاعتماد على النساء، وسحق من لديه رأي مختلف، وعن التزوير الذي يحصل في ترشيح الإدارات عبر التنمية الإدارية لإرضاء الأسياد .
وسرح طالب الماجستير في توصيفه للواقع وأصبح يعدد سبب فشل الوزارة في ضبط عمل المكاتب الصحفية، وتحول المكاتب إلى مزارع، وتمييع دور الإعلام في مؤسسات الدولة، وتمييعه بتبعيته إلى جهات إدارية لا تؤمن بالإعلام ولا الرأي الآخر، كما عرج هذا الطالب إلى المكافآت التي تصرفها مؤسسات الدولة لمديري المؤسسات الإعلامية من أجل اسكاتهم، والضرب على يد من يحاول ان يكتب او ينتقد حتى بتعليق فيسبوكي .
وقبل ان ينهي الطالب كلامه وقف زميل له يعرض النتائج التي توصل إليها من الخلافات القائمة بين الإدارات الإعلامية في موزمبيق، وتحويل الإعلاميين إلى الرقابة التفتيش، والصراعات التي تحولت لدى البعض الى القضاء واستدعت تدخل الكبار لفك التدهور في هذه المؤسسات الموزمبيقية، وعرض نسبة التراجع بالأداء الإعلامي وتحول المواد الإعلامية إلى دعاية وإعلان مأجورة، وتحول بعض المصورين في التلفزيونات إلى رجال أعمال وإعلان البازار على كل لقاء ولقطة تلفزيونية .
وأكمل طالب رابع بعض الخفايا في القنوات التلفزيونية والحجز الفضائي وقصص الانترنت الفضائية وملفات الرقابة التي نامت، وسرقت الكاميرات والموظفين المفيشين في عملهم والسيارات وغيرها من القصص التي تحدث في وزارة الإعلام بموزمبيق، ليقف الوزير ويحاول مقاطعة الطلاب بعد أن جزه العرق لخطورة هذا الكلام الذي يسمعه، ليقاطعه أحد الطلاب وقال من باب الديمقراطية وصل الحديث إلى بحثي الذي ركز على الخطاب الإعلامي الذي تدنى إلى أدنى مستوى له، وغياب اللغة الإعلامية والفنون الصحفية من صحافة الرأي والصحافة الاستقصائية التي تبخرت وانعدمت وصحافة الحلول التي عجزت عن إيجاد الحلول للفشل في الإعلام في موزمبيق .
الطالب الآخير رفع من سقف انتقاده لمعالي الوزير وقال له للأسف سياستك قضت على ما تبقى من الإعلام الرسمي في موزمبيق، وانت عجزت عن اصدار قانون عصري للإعلام كما وعدت، وعجزت عن تغيير الخطاب الاعلامي كما صرحت، والعمل الوحيد الذي نجحت فيه أنك اغلقت بابك وحاربت من يعمل، واعتمدت على من يتاجر باسم الإعلام، فتحولت المؤسسة من مطبخ للأخبار إلى كافيتريا للثرثرة والنميمة، وغابت الخبرات وانتقلت إلى القطاع الخاص، وحضرتك أضريت بالإعلام أكثر مما نفعته نحن نتفهم ما تود قوله ونعرف الحقيقة الكاملة في موزمبيق.
وقف وزير الإعلام بين طلابه وقال لهم: إذا كانت هذه النتائج التي توصلتم إليها في رسائلكم ودراستكم، ووصل بكم الأمر إلى انتقادي، فجميعكم راسب في الماجستير، ومن يريد أن ينجح عليه أن يبحث عن الباب، ويفتحه بالمفتاح من دون إزعاج، وانتهت الجلسة بخيبة الأمل ولو بنسبة صغيرة بالمئة أن يتحسن واقع الإعلام في موزمبيق.