لا يمكننا تصديق الفوضى فقد جربناها ..
لأنه لا يمكن تصديق الفوضى .. ولأنه لا يمكن للعاقل أن يدعم الفوضى .. ولأنه من لا يتحمل همّ البلد في الظروف الصعبة فهو همّ عليه.. ولأن الأم والبلد لا يمكن المزاح معهما فهما مقدسان ولأننا نحب بلدنا وحريصون عليه يجب معرفة حقيقة وجع الناس فهي أول خطوة للعلاج ؟.
ببساطة ظاهر القصة ونتيجتها رغيف ومازوت وبنزين وماء وكهرباء وأنبوبة غاز ووسيلة نقل وكيس سماد وبيضة وجرزة بقدونس ووو.. أما باطنها وأساسها فيتعلق بمفاهيم العدالة والقانون والفساد .. أساس فيه قوة وضعف البلد ولا يحتاج التعامل معه إلى إمكانات مادية وقطع أجنبي وإنما إلى نوايا حسنة وتخطيط سليم وإرادة.
ببساطة أكثر الناس لم تعد قادرة على ابتلاع حقيقة أن تكون الأزمة سبب شقاء للبعض و رخاء للبعض الآخر .. أن يكون البعض مجبراً على بيع ممتلكاته ليتمكن من تأمين طعام وكساء أولاده بينما هناك من هو جاهز و مستعد لشراء كل شيء .. أن تنتشر مظاهر الابتزاز والجباية غير القانونية في أي مكان شئت .. أن تحل المعادن الثمينة والأموال والنفوذ مكان القانون.
ببساطة المواطن يعي أن الظروف صعبة وتجاوزها ليس بالسهولة التي يعتقدها البعض لكنه أيضاً لم يعد قادراً على تقبل تلك التصاريح التي تتحدث عن حصار ونقص في القطع الأجنبي في وقت تملأ شوارع البلد أفخم السيارات وتٌشاد في محيط قراه ومدنه أفخم القصور والمزارع .. لم يعد قادراً على تقبل المواعظ ممن أكلوا الأخضر واليابس .
ببساطة المواطن الملسوع منذ 11 عاماً متيقن اليوم من وجود طابور قذر يجتهد في صناعة الخوف والفقر لإعادة تدوير الأزمة ورفع درجة حرارة الشارع إلى مستويات الهذيان والغليان وصولاً إلى البلبلة والعصيان لكن هذا المواطن متيقن ايضا أن صوت إبليس لطيف على الأذن وأن الحجر بعد أن يغادر اليد يصبح ملكاً للشيطان .
بالمحصلة أكثر , بلدنا مقدس وعلينا أن نحترم رموزه الوطنية وقدسية أرضه وسمائه وقدسية شهدائه وتضحيات جيشه ومعاناة شعبه المستعد للصبر دهراً في مواجهة تداعيات الحصار وقذارة أعداء الخارج لكن قد لا يكون الأمر كذلك مع المخربين وتجار لقمة العيش وجميع فئران وجرذان الداخل.
الساعة_25: نضال فضة