اخترنا لكمتقارير خاصة

التبرع النقدي اليدوي هدر وقت وعدم ثقة ..

دمشق..
مضى زمن طويل على هبّة الشعب السوري بكل أطيافه من أجل جمع التبرعات وكان آخرها من أجل فلسطين والعراق، ولم يكن في حينها التسديد النقدي، وكانت القرى تعتمد على القلم والورقة، وعلى ذمة وجهاء القرى، وكانت الثقة كبيرة جداً .
واليوم مع تداعيات الزلزال المدمر وحجم الكارثة الكبير هبّ الشعب السوري كعادته من أجل جمع التبرعات لكن الظروف التقنية تغيرت كثيراً ، فمثلاً اليوم الوصول إلى مكان التبرع أو إلى منزل المختار في الريف قد تكون بحاجة إلى سيارة وأجرة السيارة اليوم وسط غلاء الأجور يمكن أن يكون تبرعاً مجزياً، وما نود قوله هنا أن التخفيف عن الناس أعباء التبرع وتسهيله لهم يشجعهم ويحفزهم أكثر، واليوم لا بد من وجود منصة إلكترونية خاصة للتبرعات الطوعية، أو تحويلها إلى تبرعات إلزامية من خلال رسوم وطوابع وحسم لمرة واحدة من الراتب، عن طريق تحصيل فواتير الكهرباء والمياه و عن طريق التسديد الالكتروني للموبايل.
ومن الأفكار التي يمكن العمل عليها تحصيل مبلغ ولو ألف ليرة من كل بطاقة يتم قطعها لأخذ الخبز يوم خميس أو سبت وهنا يمكن إحصاء بكل بساطة عدد المتبرعين وجمعهم من المعتمدين وتسهيل عملية التبرع على المواطن وتحقيق الهدف الاجتماعي بالمشاركة الواسعة، ويمكن تطوير منصة تطبيق وين كونها متوفرة في جميع المنازل بإضافة خانة تبرع من حسابك في البنك أو كاش.
وفي حال تم فرض مبلغ ألف ليرة لكل بطاقة ولدينا فرضا 5 مليون بطاقة سيكون حجم التبرعات المجموع في يوم واحد 5 مليارات ليرة سورية، ولو تم رفع المبلغ الى 5000 ليرة سيكون المبلغ بحدود 25 مليار ليرة، أي سيكون هذا المبلغ ثمن 250 شقة سكنية إذا اعتبرنا أن ثمن الشقة 100 مليون يمكن التعويض على المتضررين، وإسكانهم بسرعة في شقق نظامية بدلاً من مراكز الإيواء.
صحيح أن الحالة الاجتماعية والألفة التي يخلقها جو التبرع اليدوي بين الأهالي كبيرة جداً، ولها مكانتها الاجتماعية، لكن هذه الحالة اليوم وبسبب الفقر والغلاء تسبب الإحراج والفرز الطبقي بين من هو قادر على التبرع ب100 ألف ليرة، ومن هو عاجز عن التبرع ب5000 ليرة، لذلك يبقى المبلغ القليل المعمم على الجميع حالة جامعة حتى لو كان عبر الدفع الالكتروني، وهنا نحفظ كرامة الفقير ومن يقوم على جمع التبرعات من الاتهامات التي تلاحقه من تخوين وقلة أمانة وغيرها، والباب مفتوح للمقتدرين للتبرع أكثر في حال رغبتهم بذلك.
وللأمانة مازالت عادة التبرعات موجودة في الريف السوري في الأحزان وبقوة، وحتى أن صاحب المصيبة أو أهل الجنازة لا يتكفلون بمصابهم ويتم جمعها من أهالي القرية والمحبين، ويجب أن تعمم اليوم على الأفراح ولمساعدة الشباب وهي حالة صحية رائعة جداً, لكن التبرع على المستوى الوطني أو مستوى محافظة فهنا الاعتماد على وسائل تقنية مساعدة تعزز الثقة بوصول التبرعات إلى أصحابها من جهة، و يمكن معرفة وحصر المبالغ التي جمعت بالنسبة للجهات الحكومية، وتغلق ملفاً يدور حوله علامات استفهام.

#الساعة_25

 

Visited 8 times, 1 visit(s) today