الكبار يأكلون الدولار والصغار يضرسون
دمشق..
منذ بداية الشهر الجاري وبعد إصدار مصرف سورية المركزي القرار رقم ١٤٤، الخاص باعتماد نشرة أسعار صرف الدولار الجديدة باسم نشرة الحوالات والصرافة.
وبعد سماح المركزي بموجبها للمصارف وشركات الصرافة بتسلم قيم الحوالات الخارجية الواردة، وتصريف المبالغ النقدية (كاش)، وفق سعر صرف مقارب لسعر التداول، ورفع سعر تصريف الحوالات الواردة عبر شبكات التحويل العالمية كالوسترن يونيون.
ومنذ انتشار هذا الخبر تدفق الفقراء الى المصارف من أجل تصريف العملات، وكان الازدحام على أشده في فروع المصارف بحسب مصادر “سونا نيوز” وانخفض سعر الصرف في نشرات السوق السوداء بشكل كبير.
حيث وصل في بعض المناطق الى 5300 ليرة سورية، وخفض المركزي سعر الصرف من 6900 ليرة الى 6600 ليرة، وإلى 6550 ليرة، ومن ثم عاد الارتفاع الى 6600 ليرة، وارتفع الى 6750 ليرة، وعاد وارتفع إلى 6900 ليرة يوم الخميس الماضي.
فما الذي حدث خلال الأيام القليلة، ومن أكل الدولار ومن ضرس من خسارته، ولماذا عاد سعر الصرف إلى الارتفاع، علما أن الإقبال والازدحام بحسب مدير في المصرف التجاري على أشده، وخاصة في فروع المصرف التجاري السوري، وبعض الفروع أغلقت أبوابها لتنظم دخول عشرات المراجعين والراغبين بالتصريف.
ومنهم من استمر بعمله حتى الساعة التاسعة مساء، ومنهم من صرف بمئات الاف الدولارات في يوم واحد، وبعض الفروع فقدت خزينة الكاش لديه، ومنهم من قام بوضع بدل الدولار في حساب المراجع في التجاري ليقوم بسحبه في الأيام التالية بعد توفر الكاش.
الجميع كان يتوقع أن يستمر سعر صرف الدولار بالهبوط أكثر أمام الإعانات الكبيرة التي تأتي من الخارج، وأمام حجم الحوالات الكبيرة التي اتجهت من السوق السوداء إلى المصارف الحكومية، كون سعر الصرف في المصارف الحكومية كان أعلى في بعض الأيام ب400 ليرة سورية.
وما حدث ياسادة أن بعض صغار المدخرين وعندما سمعوا عن تراجع سعر الصرف سارعوا الى تبديل مدخراتهم، فانخفض السعر وكان تجار العملة في ترقب وانتظار هذه الفرصة السانحة من أجل ابتلاع الدولار وشراء أكبر كمية ممكنة في مقابل الصغار يضرسون من الخسارة التي وقعوا بها ولم تكن محسوبة.
سونا نيوز