هل للجيل الخامس للاتصالات النقالة علاقة بالكورونا
دمشق – خاص
كثر الحديث في الآونة الأخيرة عن علاقة بين إطلاق الجيل الخامس 5G وظهور الكورونا. وساد هرج ومرج لدرجة أن عدة أبراج اتصالات لمشغلين من عدة دول تعرضت للاعتداء والحرق، بعض هذه الممارسات حدثت في دول اوربية مثل بريطانية. وفي بلادنا يتحفنا العديد من المحللين بمقالات شبه يومية عن المؤامرة التي تحيكها القوى الخفية للسيطرة على العالم والتي تريد تخفيض عدد سكان الارض الى بضع مئات من الملايين. اضافة إلى ربط كل مايحدث بمرض كورونا وضجيجه بالجيل الخامس الاتصالات الخليوية واحيانا بتقنية النانو وزرع شرائح نانويه مع لقاح الكورونا الذي سيعطى للجميع بقصد السيطرة والتحكم. من يستمع ويقرأ لهولاء يعتقد اننا اصبحنا كمبارس في فلم رعب يصف نهاية البشرية.
بكل الاحوال وبعيدا عن هرطقات العرافين والمحللين الاستراتيجيين، لم يثبت إلى الآن ان تقنية الجيل الخامس تختلف من حيث الضرر الاشعاعي عن باقي الانظمة مثل الجيل الرابع او الاجيال السابقة. تقنية الجيل الخامس لاتزال في بدايتها ولايتعدى تطبيقها الفعلي الا نسبة صغيرة من حجم التغطيه للإشارات الخليوية. موضوع الضرر الناتج عن الإشعاع الراديوي ليس جديد، والعلم استطاع تحديد ترددات الإشعاعات التي قد تسبب ضررا على الناس وهي دائما تحت المراجعة ان اقتضت الضرورية وثبت شي جديد بخصوص امكانية حدوث ضرر. ملاحظة بسيطة بخصوص الضجة الاعلامية المرافقة لانطلاق الجيل الخامس وهي ان شركة هواوي الصينية هي السباقة في هذا المجال وتعرضت للمقاطعة من قبل الاوربيين والاميركان لاسباب اغلبها سياسية وتسويقية.
ليس سهلاً على اي مؤسسة علمية او هيئة بحثية او منظمة دولية او جهة مسؤولة محترمة ان تتقاذف الاتهامات بدون ادلة، ولو كان الامر كما تتناوله الكثير من مواقعنا الصفراء ومحللينا الاستراتيجيين لكانت تحركت المؤسسات الدولية كالاتحاد الدولي للاتصالات. لو كان الضرر موجودا لشمر الاتحاد الدولي للاتصالات – الهيئة المسؤولة عن تنظيم قطاع الاتصالات دوليا – عن زنوده واعتلى المنابر الاعلامية الدولية واخذ على عاتقه مهمة توعيه المواطنيين والحكومات وشعوب الارض كافة عن مخاطر الجيل الخامس للاتصالات. وكانت مادة اخرى لاتقل دسما عن الكورونا، تطلق العنان لمسلسل جديد من اللغو ابطاله الاساسيين ممثلي الاتحاد الدولي للاتصالات ومنتجيه كبار الشركات التقنيه.
سيناريو كورونا الجيل الخامس هذا سيستبدل المهندس بالطبيب والاتحاد الدولي للاتصالات بمنظمة الصحة العالمية، ولكن سيبقى محللولنا الاستراتيجيين في أماكنهم(جاثمين فوق صدورنا ومتمترسين خلف شاشاتنا الوطنية)، مع اضطرارهم لاستبدال الكلمات المفتاحية في الكليشة المتحجرة التي استخدموها في كشف مؤامرة الكورونا ليكشفوا لنا علمهم بخفايا مؤامرة الجيل الخامس ومن يقف خلفها لنصفق لهم ونكون جميعا الهشيم الذي سينقل شرارة كشف هذه المؤامرة. الحديث بقية ….