هل ستنجح وزارة التربية في إعادة الهيبة للثانوية
بغض النظر عن مبررات وزارة التربية حول إلغاء الدورة الثانية في نظام الدورتين الامتحانيتين لشهادة الثانوية العامة بفروعها كافة، شكل قرار الإلغاء الذي يحتاج رسميا إلى مرسوم جمهوري إلى ضربة قوية للمدارس الخاصة، ولأساتذة الدروس الخصوصية، ومن يفتون ملايين الليرات لشراء العلامات بأي طريقة كانت.
قرار الإلغاء وما اتبعه من قرارات تقول إن الامتحانات في شهادة الثانوية العامة بفروعها كافة ستكون مؤتمتة خلط الأوراق والنهج الامتحان المتبع، وجاء في توقيت صعب وقاسي، حيث من المعتاد أن طلاب الثانوية يباشرون منذ صف الحادي عشر الدراسة للثانوية، وتبدأ المعاهد الخاصة والمدارس بجمع الطلاب وطلب الملايين مقابل كل مادة، وبعض المدارس كان عينها على نجاح الطلاب بعلامات عالية بأساليبها الخاصة، لكن اليوم ترتيبات الامتحانات اختلفت 180 درجة، ولم تعد تنفع الملخصات ولا أسئلة الدورات، ولا ينجي الطالب سوى دراسة الكتاب المقرر من الألف إلى الياء.
اقرأ أيضا:مخالفات بالجملة في وزارة التربية من يحاسب عليها
وبعد أن وضعت وزارة التربية أمام مصداقية الشهادة الثانوية كان لا بد لها من تعديل الأولويات والخطط المتبعة في الامتحانات، وكانت البداية في اختبارات الترشح للتقدم لامتحان الشهادة الثانوية العامة بصفة دراسة حرة، حيث نجح من أصل 56 ألف متقدم حوالي 24 ألف متقدم فقط، واختارت الوزارة مدرجات جامعة دمشق للامتحان وفي كل مدرج تم توزيع ثلاثة نماذج من الأسئلة، وتخلصت من أعباء التقدم والتصحيح ل24 ألف متقدم غير جدي تقدم بهدف الحصول على الإجازة أو لمآرب أخرى .
والضربة الصاعقة كانت على رؤوس المدارس الخاصة التي قبضت الملايين عن كل طالب منها لا أقل من 10 ملايين دون أجور الباص والغاية الأسمى هي الفوز بالعلامات التي تؤهل الطلاب للفوز بالفرع الأكثر طلبا كالتحضيرية والهندسات والصيدلة وغيرها.
وفي حال كملت وزارة التربية معروفها وبعثرت طلاب المدارس الخاصة في أكثر من مركز لمنع ما يشاع عن شراء مراكز، ووضعت في كل شعبة صفية أكثر من نموذج، وتم الامتحان في المدارس والجامعات التي تضم كميرات مراقبة، وإغلاق المغلفات وفتحها أمام الكميرات لمنع ابدال الأوراق، عندها سنشهد امتحانات حقيقية وستعود الهيبة للشهادة الثانوية، وستعود المدارس في الريف البعيد والطلاب الأذكياء إلى التفوق .
اقرأ أيضا:من يحاسب وزير التربية على التخبيص الإداري ومخالفة القانون
الضربة الأخرى التي كان يغامر بها الأساتذة ويلعبون بمشاعر الناس وهي أسلوب التصحيح، وكتابة الأجوبة بالإضافة إلى الأسئلة المتوقعة ولكن اليوم لا يوجد أسئلة متوقعة عند الأساتذة ، وما نشر من نماذج أسئلة تبرأت منه الوزارة، فأصبحت توقعات الطلاب والأساتذة متساوية ولا يوجد دورات سابقة، ولا يوجد مبرر لفت الملايين من الليرات على كل طالب ثانوية وشراء العلامات من خلال الدروس الخصوصية كون الغاية اليوم الفهم وليس التلقين والحفظ.
والضربة القاضية كانت في نتائج الاعتراضات والبازار المفتوح تم إغلاقه، وخاصة إذا تم تصليح أوراق الامتحان عبر الكمبيوتر، سيتكون النتيجة سريعة والأخطاء معدومة .
صحيح أن التوقيت صعب جدا على الطلاب الحاليين لكنه في حال نجحت التجربة ستعري المدارس الخاصة وستعيد التعليم إلى المدارس الحكومية والهيبة للشهادة الثانوية.
خط أحمر
صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress/