اخترنا لكمعرض وطلب

من المسؤول عن إنقراض أصناف البذور السورية؟!

دمشق..
مع دخول الاصناف الجديدة للبذور المستوردة الى سورية، يسأل أكاديميون عن الاجراءات الحكومية المتبعة للمحافظة على الاصناف الزراعية المحلية التي لم تنقرض بعد والعمل على تحسينها، ولماذا اختصت مؤسسة اكثار البذار فقط في القمح والبطاطا وتجاهلت سلالة البذور الاخرى وتطعيم شتلات المواسم الزراعية للبيوت المحمية.

الفلاح الذي يعاني من أمراض التربة المزمنة والمستعصية من جراء الزراعة المتكررة في نفس المكان ولمحاصيل محددة وخاصة في الزراعات المحمية، حيث البندورة والخيارة والفليفلة والباذنجان، بدأ يبتكر وبمبادرات فردية فكرة تطعيم شتلات المواسم في مراحل نموها الاولى قبل نقلها الى الارض الزراعية ونجحت بعض الأفكار، وتحقق اليوم هذه المبادرة الانتشار الواسع ووزارة الزراعة آخر من يعلم.

الدكتور المهندس والخبير الزراعي” بسام السيد” أوضح في تصريح خاص لبزنس 2 بزنس، ان الجدوى الاقتصادية من تطعيم الشتول تتركز على التخفيف من تكاليف الانتاج بنسبة تتراوح بين 50 و60 بالمئة، وهذه النسب تختلف ببين منطقة وأخرى وبين الاصناف، بالاضافة الى زيادة الانتاجية للمحصول المطعم بنسبة تصل الى 100 بالمئة ، والتخلص من امراض التربة المستعصية التي يعاني منها الفلاح منذ سنوات منها أمراض النيماتودا ، وزيادة فترة الانتاجية من 40 الى 70 يوما في الموسم الواحد، لافتا الى ان الطعمة لا تتغير في محاصيل البندورة والخيار على عكس البطيخ الاحمر والاصفر الذي تقل فيه نسبة السكريات .

واضاف السيد لموقع “بزنس2بزنس” ان أصناف البذور تتغير كل فترة مع دخول الاصناف الجديدة ، وجميع الاصناف المحلية انقرضت من جبس وبطيخ ، داعيا الى تبني الحكومة مشروع وطني للمحافظة على الاصناف السورية، وايجاد مراكز خاصة لتطعيم الشتلات وتوزيعها على الفلاحين بسعر التكلفة لتشجيع الفلاح على الزراعة وزيادة الانتاجية وتخفيف الاعباء وتوفير الادوية الزراعية، والمحافظة على التربة التي تضررت بفعل استخدام انواع عديدة من الادوية لتعقيمها مع كل موسم زراعي دون جدوى .

واشار السيد الى التجارب والدراسات الفنية الذي قام بها على تطعيم البطيخ والمردود الاقتصادي الكبير الذي سجله ، لافتا الى نجاح هذه التجارب منذ سنوات في المغرب العربي، واقتصارها اليوم في سورية على مبادرات فردية وغياب المشروع الحضاري لهذه الفكرة من قبل الحكومة، بالرغم من نجاحه وانتشاره الواسع منذ سنوات من قبل الفلاح البسيط الذي أجبر على استخدامه للتخلص من امراض التربة .

المزارع وسام عيسى بين ان ثمن الشتلة المطعمة للموسم الحالي 250 ليرة سورية وتحقق وفرا في ثمن البذار وانتاجيتها عالية، وتحتاج الى عناية أقل من الشتول غير المطعمة، لافتا الى الجهد والوقت التي تحتاجه لتصبح جاهزة للزراعة ضمن البيوت المحمية، داعيا الجهات الحكومية الى تبني مشروع يقدم للفلاحين الشتول المطعمة والجاهزة للزراعة بسعر التكلفة ، وحماية المزارع من ارتفاع ثمن البذور الذي وصل ثمن غرام البذر الى ما يعادل ثمن غرام الذهب .

ومن الغريب ان يسبق الفلاح السوري البسيط وزارة الزراعة والبحوث الزراعية واكثار البذار في ايجاد الحلول لمشاكل التربة، ويطور تجربته منذ عدة سنوات في تطعيم الشتول بينما الجهات المعنية في وزارة الزراعة غير معنية او لم تطرح او تقترب من هذه الافكار الابداعية او محاولة تبنيها.

B2B-SY | طلال ماضي

Visited 12 times, 1 visit(s) today