اخترنا لكمتقارير خاصةمواضيع ساخنة

أتمتة الامتحانات هي النجاة

خاص
أتمتة الامتحانات هي النجاة .. ماحدث من هرج ومرج وتخبط في أجواء الامتحانات العامة في الأيام الماضية والاستياء من قبل الكثيرين له أسبابه التي لا يمكن تجاهلها وغض الطرف عنها.

طبعاً البلد يعاني من مشاكل كبيرة ووزارة التربية ليست استثناء في سوريا حتى تكون في مأمن مما تعانيه مؤسساتنا من ترهل إداري ومحسوبية وقلة موارد بالإضافة إلى الفساد الإداري الذي يعشعش في أغلب المؤسسات. وهذا لا يعني أن الوزارة ومؤسساتها خالية من أصحاب الضمير ومن الكفاءات العالية، لا الأمر ليس كذلك على الإطلاق.

أتمتة الامتحانات هي النجاة

ثمة نقطة في غاية الأهمية تتعلق بوزارة التربية وهي أنها تمس كل السوريين وفيها اكبر كادر من الموظفين من حيث العدد واذا ما أضفنا اعداد التلاميذ فقد لا تتبقى أسرة غير معنية أو متأثرة بالتربية بشكل أو بآخر الأمر الذي يزيد من قوة تأثير أية هزة تتعرض لها العملية التربوية والتعليمية فما بالكم بالامتحانات في سوريا والتي ترعب أعتى الرجال، بحكم أنها مربوطة بمستقبلهم أو تم ربطها ببراءة بمستقبل جيل بريء أفرزته الحرب وجعلته وأهله يلهث وراء سراب الهجرة التي تقتضي التحصيل العلمي دون سواه. وهذا بالتأكيد خطأ كبير وليس في صالح أحد.

العمل المؤسساتي يحتاج إلى فريق عمل ولا يقوم على فرد ووزارة التربية حتى بوجود وزير نشيط و مديرية امتحانات تعمل كخلية نحل، لا يمكنها إتمام العملية الامتحانية بدون تعاون المدرسين ومديريات التربية والطالب والأهل والمجتمع، وإن كان المطلوب من المجتمع والمؤسسات الأخرى والأهل أقل من المطلوب من الجهات الأخرى ( إيد لوحدها ما بتصفق).

المهم أن دائرة المشاركة في تهيئة والإشراف على العملية الامتحانية كبيرة جدا وقد يكون الرقم مهول ( قد يكون عدد الأشخاص المكلفين بمهام لها علاقة بالامتحانات من مسؤولين ومشرفين ووكلاء ومندوبين و أساتذة ومراقبين وموظفين وشرطة وسائقين بمئات الألوف).

وهذا الرقم لا شك سيزيد من صعوبة العمل وخصوصاً وأن الناس في ضائقة والبعض ينظر إلى العملية الامتحانية كمرتع للحظوة ببعض الدراهم ولو كان على حساب أخلاقية العمل التي لم تعد موجودة عند الكثيرين( تطبيق القانون بحق المخالفين رادع ولكن هناك تراخي وغض طرف ).

من ينظر إلى الطريقة التي تدار فيها الامتحانات يعرف حجم الكوارث التي نحن فيها، بدءا من قطع الاتصالات التي لم تحدث في أي بلد في العالم، والقصد منها أو التبرير بحد ذاته كارثة. تبرير القطع لمنع الغش وهذا معناه أنه لا ثقة للوزارة بالمدرس ( المراقب) ولا ثقة لها بالموظفين المسؤولين عن نقل الاسئلة.

اقرأ أيضا:وزير التربية: نظام الأتمتة يحقق العدالة وألغى الغش

قد يقول كثيرون هذا احتياط وواجب احترازي، نعم صحيح ولكن الذي يفكر بهذه الطريقة المكلفة يجب أن يتابع احترازاته ويلحق بشكوكه إلى الأخير ولا يقف عند حد معين، عندها سيجد نفسه أن العملية الامتحانية ستكلف عشرات أضعاف ما تكلفه الآن لسبب واحد وهو غياب الثقة والتي تعني الكثير وللعلم اقتصادات العالم الاول قائمة على الثقة المتبادلة ).

الثقة في غاية الأهمية

موضوع الثقة في غاية الأهمية وعدم وجودها مكلف جدآ، ولكن إلى الآن لم تعترف الوزارة بعدم وجود الثقة رغم أن القرارات كلها تصب في خانة غياب الثقة بين مكونات وعناصر التعليم وهي التلميذ والأهل والمدرسة والمناهج والوزارة والاستاذ.

وكل عنصر من هذه العناصر يحتاج إلى عشرات السطور لشرح المآسي التي يعاني منها والسلوكيات العجيبة الغريبة التي يقوم بها كل واحد منهم بحجة واحدة وهي مصلحة الطالب ( وهذا الكلام ليس صحيحا وكل ما يقوم به هؤلاء وبدون استثناء بما فيهم الأهل هو مبالغة غير مفهومة وقد لا تكون في النهاية بمصلحة ابنائهم وبناتهم في المستقبل، إذ أن الطفل أو التلميد يحتاج إلى توازن في كل شي هذا موضوع آخر يحتاج إلى بحث لوحده لأنه ذو شجون).

اقرأ أيضا:وزارة التربية تفشل في التربية وتدمر أمل المتفوقين

في ظل هكذا ظروف يجب على التربية أن تفكر جدياً واليوم قبل الغد بأتمتة العملية الامتحانية وهذا الموضوع يجب عدم التأخر فيه لأنه سيضبط الأمور بيد عدد قليل جدا ولكن الموضوع بحاجة إمكانيات كبيرة جدا ولكن الحلول موجودة. إذ يمكن لوزارة التربية الاستعانة بالجامعات وتقسيم الطلاب على دفعات على مدار اليوم. طبعا كل طالب سيكون عنده اسئلة مختلفة عن الطالب الثاني ( قد يكون نفس السؤال ولكن ارقام مختلفة ومن يعلم ماذا تعني اسئلة مؤتمتة يدرك ما مقصده). الموضوع لا شك يحتاج الى كادر ووقت ولكن مقدور عليه.

التربية في وضع صعب جدا

التربية في وضع صعب جدا لأنها قريبة من الكل وهي تحت الأضواء وهذه حقيقة، الاعتراف بالمشكلة هي بداية الطريق، الموضوع ليس تشفي ولا يوجد غايات مبيتة، كلنا مسؤولون ولكل منا دوره والذي حدث في السنين الأخيرة من تراجع دور المدرسة والتعليم العام على حساب التعليم الخاص مشكلة معقدة تتطلب الحل. كما أن حال في التنافس المبالغ فيه والذي شجع على مبدأ الغاية تبرر الوسيلة هذا كارثة سندفع ثمنها كلنا بدون استثناء.

امن قدم امتحانات الاعداديه والثانوية العامة في الستينات والسبعينات والثمانينات والتسعينيات يدرك تماما الفرق المهول بين تلك الأيام وهذه الايام. وآه آه على هالأيام آه آه ماعاد فينا ننام. من سوري طفران من مآسي ورعب الامتحانات بالتوفيق للجميع.

#a2zsyria

صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress

Visited 37 times, 1 visit(s) today