أسرار العائلات الفقيرة عصة قبر ووجع قلب لا دواء له
جميعنا لديه كبار بالسن، ومنهم من كان جباراً في حياته وإنجازاته، لكنه لم يقنن صحته فهدرها في شبابه وترك كهولته تصارع الأمراض من جهة، والفقر وقلة الحيلة من جهة أخرى، وأولاده يتحسرون على تقصيرهم الذي فرضه الفقر وقلة السيولة من جهة والكارثة من ارتفاع الأجور للوصول للطبيب والعودة وثمن المعاينة والأدوية من جهة أخرى.
أسرار العائلات الفقيرة عصة قبر ووجع قلب لا دواء له
عندما تسمع أحد كبار السن من أهم المهرة في عمله ونظافة كفه وأخلاقه يدعو رب العالمين ألا يطيل بعمره، وأن يأخذ أمانته في أسرع وقت كون المرض أنهكه ويخجل من أسرته وأولاده الذي علّمهم على الأخلاق والعمل بصدق، يخجل الطلب منهم زيارة الطبيب كون أقل فحصية 20 ألف ليرة، وتصل إلى 75 ألف ليرة أو المزيد من الأدوية ، وفاتورة أقل مرض ٥٠ ألف ليرة، ويرأف بحالتهم وحالة أطفالهم الذين يحتاجون الكثير من المستلزمات وأسرهم غير قادرة على تلبيتها، وحلويات العيد لا يروها والألبسة الحديثة ممنوعة عليهم، وحتى زيارة الطبيب تكون للضرورة الشديدة ..
عندها نقول لمن يعنيه الأمر أن أسرار المنازل أصبحت فاقعة، ولم يعد سراً ارتفاع حالات الطلاق وهجرة الرجال لزوجاتهم وتفكك الأسر وغيرها من الأسرار التي سببها الفقر وحده، وأن ناقوس الخطر أصبح عاطلاً من كثرة القرع.
أسرار العائلات الفقيرة عصة قبر ووجع قلب لا دواء له
أسرار العائلات لا تسر الخاطر الجميع فقد جميع مدخراته واستنفذ جميع أساليب التقشف، وتخلى عن بريستيجه ومكانته، فلم يعد عيباً أن يعمل الصحفي سائقاً، ولاعيب أن يكون المدير سائق أجرة، ولا عيب بعمل طالب الدكتوراه بالأجرة بالزراعة على الساعة 1500 ليرة، ولم يعد عيباً أن تشاهد كبار السن يمدون أيديهم للتسول، ولا العفيفات في منازلهن يطلبن على استحياء ثمن ربطة خبز.
أسرار البيوت ياسادة انفجرت وتشظت معها العلاقات الأسرية ليس من قلة الوجدان بل بسبب الفقر ، ومن عمل بجد خلال العقود الماضية راتبه التقاعدي لا يكفيه زيارة طبيب قلبية أو عصبية، وتشظي أسرار البيوت يعني أن مجتمع الأسرة الصغيرة في خطر، والأسرة الكبيرة ليست على مايرام، ورأب الصدع لن يحدث بالتمني والدعاء وأرقام المساعدات الوهمية، وفاتورته ستكون عصة قبر ووجع قلب لا دواء له.
الساعة_25