اخترنا لكمتقارير خاصة

أطفال سورية يصرخون أين حقوقنا

يجلس الأطفال في بيوتهم ، ويرفعون أصواتهم بعد أن تعلموا في المناهج الحديثة عن حقوق الطفل بالمطالبة “بدنا حقوقنا” من حق التمتع بمستوى صحي لائق، إلى حق الحصول على وقت راحة وفراغ، وممارسة الألعاب والأنشطة المناسبة، وحق الحماية من التعرض للعنف أو الاستغلال وحق التعبير عن الرأي.

أطفال سورية في الوقت الذي تفتحوا به على حقوقهم من خلال دراسة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان الموجود في مناهجهم، سلبت هذه الحقوق منهم قسريا، وحتى أبسط الحقوق حق اللعب الأمن لم تعد متوفرة، ونتيجة ارتفاع أسعار المحروقات يصعب الوصول إلى الحدائق العامة بالرغم من سوء واقعها، من تكسير الألعاب وقلة صيانتها وحركة المراجيح معوجة وغير أمنة، والدخول إلى الملاهي الخاصة والصعود إلى 3 أنواع من الملاهي للأطفال الصغار بحاجة إلى 6 آلاف ليرة، دون أجور الطريق والضيافة أن تكرم رب بالأسرة بها من الفرنكات الموجودة في جيوبه .

هذا الطفل الذي يطالب والده بمساحة اكبر للتعبير عن رأيه في لباسه وتناول طعامه، وتحديد قائمة الأصدقاء والصديقات، والقنوات المفضلة للمشاهدة، كيف سيسمح هذا الأب لأبنه بهامش حرية هو لا يتمتع بها وعاجز عن التعبير بها، كيف سترتفع حرية التعبير عند الأبناء في الوقت التي هي منخفضة عند الآباء ويخافون التعبير عن رأيهم افتراضيا بعد رفع سوط قانون الجريمة المعلوماتية، فكيف سيعبرون عنه جهارا نهارا .

بحثت عن أماكن في العاصمة دمشق يمكن من خلالها تقديم بعض التسلية للأطفال مجانا وليس الرفاهية من باب تغيير الجو لمرة واحدة خلال العطلة الانتصافية الماضية وجدت بعض المسرحيات على مسرح الطفل والعرائس وفي مسارح القباني والحمراء وجرمانا والمزه والوصول إلى هذه المسارح والعودة دون تقديم الضيافة للأطفال بحاجة إلى ١٠ ألاف ليرة 10 بالمئة من الراتب كون الصعود بالسرافيس أزمة لا يمكن تسلقها بوجود الأطفال وفي ظل الطقس البارد والممطر وعليك أن تحشر نفسك كراكب في تكسي وأطفالك في حضنك وهذا غير متاح ماديا فكان جلوسهم المنزل ومحاكمتهم لي بتقصيري في تنفيذ حقوقهم وعدم القدرة على توفير فسحة للترفيه أسوة برفاقهم من أطفال الطبقة المخملية يستحق بحسب القانون الحبس والتوبيخ وعدة عقوبات أخرى قاسية.

كنت أتمنى لو أنني في بلد ديمقراطي والأولاد يشتكون علي وامثل أمام القضاء للإجابة عن سبب تقصيري في منح الحقوق لأطفالي وعن تطبيق ماتعلموه في المدارس عن حقوق الطفل لأصرخ وأخرج ما بداخلي من حالة الظلم الذي تطبقها الحكومة على من وضع هذه الحقوق في المناهج وهو    من أصحاب الدخل المحدود ومن يدرسها وعلى أهل الأطفال المحرومين من هذه الحقوق وعلى الانعكاسات النفسية على الأطفال من جراء حرمانهم من هذه الحقوق أسوة برفاقهم وعلى من يستمتع بشرخ المجتمع بين طبقتين لا ثالث لهما إما ثري بفمه ملعقة ذهب أو موغل بالفقر ينام في الشوارع ولا يجد ما يأكله في منزله ومن يحسب العواقب؟.

A2zsyria

 

 

Visited 15 times, 1 visit(s) today