اخترنا لكممن هنا وهناك

أم منصور انتصرت على قدرها وخسرت الحرب في سوريا

خاص-

استطاعت العجوز الفلاحة السبعينية أن تنتصر على قدرها بوفاة زوجها مبكرا، وأن تربي أطفاله بتعبها وكدها، حتى أصبحوا شبابا، ومن ثم خسرتهم في الحرب  في سوريا.

من يعرف هذه العجوز الصابرة المؤمنة، ومسيرة حياتها المناضلة، التي استطاعت أن تجابه الحياة بقسوتها ومرها على مدى ثلاثة عقود مضت، وأن تكون مثالا على السيدة السورية المناضلة في الحياة، يحزن وينقهر على خسارتها الحرب في سوريا.

الحرب في سوريا

أم منصور العجوز الذي تسير على الووكر اليوم، فقدت أصغر شبابها في مخيم اليرموك، وأخبروها أنه الشهيد المقدس فداء الوطن، وشيعوه على أزيز الرصاص وبجموع كبيرة ثم فاقت على كذبة كبيرة، وبقيت لوحدها تلملم جراحها، وتبكي بحسرة كلما نظرت إلى صورة ولدها، وكلما احتاجت من يقف بجانبها، ويحسن إليه بالرضا.

ولم تمحو ألمها حتى انكسر قلبها، وانشطر عقلها بفاجعة لأولادها الاثنين، ولكن هذه المرة ليس فداء الوطن، بل فداء حماية الجيران من المسلحين والحرامية باسم الوطن، وضمن الحرب السورية النازفة منذ عام 2011.

اقرأ أيضا:خطة سلام طرحها الأردن لإنهاء الحرب في سوريا

هذه العجوز لم تتلق المساعدات، ولا علاقة لها بالأحزاب، ولا تعلم عن الوطن سوى أنها تنتج الخضار لتفرش مائدة الحكومة ، ومعالخرب في سوريا ذلك سرقوا منها أولادها، سرقوا فرحتها ودمعتها، سرقوا ضنا عمرها، سرقوا انتصارها على قدرها بقتل أولادها.

ذنبهم الوحيد أنهم أهل نخوة

هذه السيدة المكسورة من الداخل تتعكز على عكازتها، وأينما نظرت تجد أولادها تحت التراب، وذنبهم الوحيد أنهم أهل نخوة، وربتهم على الرجولة والفداء بتعب عرقها وكدها من أرض تشهد لها كم تعبت، وكم أنت من الألم، وكم بكت، وكم مسحت دموعها بهذه الأرض.

أم منصور خسرت أولادها الثلاثة تحت مسمى قتلى الحرب، وتواجه قدرها بنكران الواقع وبحالة من الجنون، وعدم التصديق، وكل من يعرف قصتها يسأل كيف لسيدة جبارة تنتصر على قدرها وتخسر الحرب في سوريا، الحرب اللعينة التي لا تعرف الحقوق، ولا القانون، ولا الشرف، وتعرف فقط أن المتصارعين أدوات لدى الغرب، يكتب قدرهم على لوح الصابون .

A2Zsyria

صفحة الفيس بوك: https://www.facebook.com/narampress?locale=ar_AR

Visited 75 times, 75 visit(s) today