إرث الخيبات!
دمشق..
و عند كل حدث صغر حجمه أو كبر.. وفي كل مرة يتوجب علينا فيها الاجتماع على كلمة واحدة ..يتبدى لدينا -كأفراد و كجماعات وكشعوب في هذه المنطقة البائسة- مدى الانشقاق والتباعد الذي يفصل بيننا.. مدى التعصب والتزمت والحقد الطائفي والمذهبي والقومي الموجود في أدمغتنا وقلوبنا..
عند كل مفترق طريق وبدلا من أن نسير في طريق واحدة.. تكثر و تتضاعف الفروع لتذهب كل مجموعة في طريق ولتزيد المسافات بيننا..
لم ولن ينجح أي دين مهما سمت مبادؤه وثمن جوهره في أن يوحد أي مجموعة أو أي شعب.. لأن الانقسامات الطائفية في كل دين تفوق الوصف..
وكذلك الأحزاب السياسية سواء أكانت ذات طابع ديني أو علماني فشلت في الوصول بنا إلى البر المنشود عبر تحقيق أهدافها التي بقيت نظريات فقط.. فأصبح حالها كحال الطوائف والأديان المنتاحرة.. سجالات وتبادل اتهامات وتخوين و و..الخ..
هل نتهم من سبقونا ومن هم أكبر منا أنهم هم من تركوا لنا هذا الميراث الأسود ؟!.. ربما نعم.. دون أن ننكر تضحيات كثيرين منهم وسعيهم للأفضل لكنهم فشلوا.. لنجد أنفسنا نحن جيل الشباب في بحر لا ينتهي من الخيبات.. ونتساءل.. ماذا سنحضر لأولادنا من ميراث؟!!
البعض منا وأجزم ليس الكثير.. يربي أولاده على اللاطائفية و على عدم البعد عن القضية التي يكمن جوهرها في عداء اسرائيل حتى ولو اختلفنا على طرق وأساليب عدائها.. هل سيأتي يوم ويقول لنا أولادنا أننا كنا نكذب عليهم.. أن اللاطائفية كذبة وأن العداء لإسرائيل غير جامع؟!!
هل جاء تفجير بيروت المأساوي ليعرينا نخبا وعامة.. أم أن ورقة التوت غير موجودة بالأصل؟! وقد بانت عورتنا الأخلاقية قبله في الحرب على سوريا و في العراق وفي حرب تموز والحرب على اليمن والحرب اللامحدودة في فلسطين المحتلة.. وفي كوارث الربيع العبري..!!
ويبقى السؤال العقيم الذي لا نمل طرحه.. إلى أين..وإلى متى؟!
A2Zsyria