اعتذار كبار الشخصيات السورية عن استلام حقائب وزارية يثير علامات الاستفهام الكبيرة
مع اقتراب موعد تشكيل الحكومة الجديدة خلال الساعات المقبلة، ظهرت بعض الشخصيات السورية الكبيرة في المغترب التي تم دعوتها من أجل استلام حقائب وزارية لكنها رفضت، وقدمت اعتذارها ومبرراتها الخاصة.
الجانب الأول المهم والإيجابي أن هناك من يفكر باستقطاب أسماء جامعة، لتشكيل حكومة تكنوقراط تستطيع النهوض بسوريا بعد سنوات عجاف من الحرب والفقر والتعتير.
والجانب الآخر السلبي والمقلق حقا هو اعتذار بعض كبار الشخصيات عن استلام الحقائب، بعكس الفترة السابقة حيث كانت الحقائب الوزارية لها ثمن معروف بالليرات الذهبية والعملات الصعبة، وهذا الأمر لم يكن خافيا على أحد.
اعتذار كبار الشخصيات السورية عن استلام حقائب وزارية
الجانب المقلق حقاً هو سبب الرفض، هل هو الخوف من المرحلة، هل هو الانتظار للموقف الأمريكي الصريح من سوريا والتسريبات الظاهرة من فريق البيت الأبيض، هل السبب عدم وجود دستور، هل السبب ضعف الإعلان الدستوري، هل السبب عدم وجود حكومة، ورئيس حكومة اجتماع أسبوعي، والتصويت على الملفات الكبيرة، هل الخوف من مسك تركيا للملف السوري والتدخل في أدق التفاصيل، والتجاذبات الدولية التي لا تزال قائمة، هل الخوف من سيناريو أو مخطط دولي كما يشاع في الإعلام عن توطين سكان غزة في سوريا، وعدم تلويث الأسماء بهذا الملف، أم جميع ما سبق وهناك مبررات أعمق أخرى ولا نعلمها.
اقرأ أيضا : إسرائيل تهاجم الحكومة السورية وهذا ما وصفتها
من يعتذر عن استلام حقائب وزارية في ظل هذه الظروف الصعبة والمعقدة والتركة الثقيلة التي افتعلتها الحكومة الحالية التي تحاول ضب أمتعتها والمغادرة، ولا أسف على رحيلها، لا نلومه على قراره، وخاصة الأسماء التي تعمل على المستوى العربي والدولي فهي أكبر من منصب وزير، وليست بحاجة إلى حرق أسمها في مرحلة قد تكون مؤقتة، أو غير معروفة المدة والنتائج، أو نسبة النجاح، وخاصة في ظل وجود حسب ما تم الإعلان عنه حكومة ظل أسوة بالنظام السابق الذي كان يحكم بالبلد بالظل، والحكومات كانت عبارة عن بريستيج إعلامي.
سبب الإعتذار
أتوقع أن المشكلة الأساسية في الإعلان الدستوري كونه لم يحدد صلاحيات الحكومة، وربط عمل الوزراء مع رئيس الجمهورية، والكثير من الانتقادات الأخرى وخاصة بالنسبة للأسماء الكبيرة، فهي حتما ليس طموحها في تعيين أقاربها في إدارات ومفاصل، ولا همها التدخل اليومي في عمل المديريات، والدخول في تفاصيل مركزية يومية، وفتح باب للشكاوى والتظلم والرضوخ لتأثير الشيوخ القائم حاليا. هذه الأسماء لديها رؤية تطويرية على مستوى وطن في القطاع الذي تعمل به، ولديها الرؤية والثقة لجذب رجال أعمال، ولديها الثقة العربي والعالمي بأسمها كون بصمتها واضحة، وتطبيق هذه الاستراتيجيات والخطط يحتاج إلى بنية تشريعية وثقة، وإلى توافق واستقرار والأهم منح الصلاحيات.
اقرأ أيضا:الحكومة مُصرة على تجاهل الخبرات السورية
صحيح أن الوضع في سوريا معقد جداً، وهو بأمس الحاجة إلى الأسماء النظيفة للنهوض به، لكن في المقابل لا يمكننا أن نلوم هذه الأسماء على المخاطرة بمهنيتها في ظل غموض الملف السوري على الأقل من الجانب الأمريكي من جهة، ومرحلة إعادة الإعمار من جهة أخرى .
ما نأمله الخير كل الخير لكل من يقدم خبرته، ويعمل من أجل النهوض بواقع البلد، وعلى الجميع أن يتعاون ويتكاتف مع من يغامر ونيته طيبة للنهوض بالبلد، والأهم منح فرصة والاستماع إلى خطة وبيان كل وزارة ورؤيتها للتطوير، والأهم من كل هذا منح مساحة من الحرية للنقد البناء الذي يصوب العمل ويوقف نزيف الجرح المؤسساتي و الهدر .
A2Zsyria
صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress?locale=ar_AR