اخترنا لكمسيليكونيات

الجريمة المعلوماتية تُحرم عمل الخير وتُحارب النخوة ..!!

الجريمة المعلوماتية .. حدث في سورية أحد المنتظرين في عيادة أحد أطباء الاسنان يطلب كلمة المرور للشبكة في العيادة من أجل استخدام الانترنت، وبكل سرور تدخل الممرضة كلمة السر للمريض الذي بدوره يقوم باستخدام الانترنت بشكل غير قانوني، مما تطلب الادعاء عليه في الجريمة المعلوماتية..!!

وبعد البحث عن صاحب الراوتر تم استدعاء الطبيب إلى الجريمة المعلوماتية مع مندوب من نقابة الأطباء، وبعد الأخذ والرد لمدة ساعات قبل اتخاذ القرار ببراءة الطبيب “صاحب الراوتر،” والنتيجة كانت درساً لجميع من سمع بالحادثة ممنوع عمل الخير، ومنح كلمة السر لأحد، أو منح موبايلك لإغاثة ملهوف لاتصال هاتفي، أو لاستخدام شبكة الانترنت.

انتبه الجريمة المعلوماتية تستدعيك في أي لحظة

إغاثة الملهوف ليس في الشبكة أيضاً بل أصبحت كصحفي اذا أردت أن تتبنى أي قضية فساد عليك أن تكتب في العنوان أول مقالك على المسودة انتبه الجريمة المعلوماتية تستدعيك في أي لحظة، ودخول الحمام ليس مثل خروجه، وتوكيل المحامي يعني دفع في الحد الأدنى مليون ليرة، وغيرها الكثير من القصص” المعتة” التي يجب أن تأخذها بالحسبان، وأن تدوس على عمل الخير وعلى مهنيتك أمام حالة الخوف القائمة من الجريمة المعلوماتية .!!.

اقرأ أيضا:الذكاء الاصطناعي يدخل عالم الجريمة

طبعا ما يحدث في الجريمة المعلوماتية نفس ما يحدث في حادث السير الذي حرم الجميع من النخوة واسعاف المصابين في الحادث خوفا من التوقيف الفوري ريثما تحضر الشرطة وتقوم بالضبط اللازم ويسلم نفسه مسبب الحادث وتوزيع الحقوق ونسبتها، وهنا المسعف يكون لعن ساعة عمل الخير، كما حدث مع صديقنا الطبيب وما نود قوله لا تفسدوا عمل الخير بإجراءات يمكن تجاوزها وهي واضحة بغاية حسن نية وعمل الخير.

ميزة النخوة

صحيح أن الجميع يعرف عمله جيدا، وهو يتصرف ضمن القانون لكن في المقابل هناك اجراءات يمكن الوقوف عندها ونتيجتها عكسية جداً، أو يمكن حلها باتصال هاتفي، أو يمكن التأكد منها بأكثر من طريقة، ومن دون احراج الناس أو منع عمل الخير في اسعاف مريض أو حتى منح محتاج لمكالمة أن يجريها وغالبية الناس تجهل الحماية المتقدمة لكلمات السر لأجهزتها الذكية.

اقرأ أيضا:الجريمة المعلوماتيّة تهمة حقيرة لإسكات الروح الرياضية للإعلام

السوريون لديهم ميزة النخوة، وهذه الميزة ثمنها غالي جداً، ولا يمكن صناعتها بقرار حكومي أو بين ليلة وضحاها، هذه ثقافة عمرها مئات الأعوام لكن على ما يبدو أن هناك من يعمل على تهديمها بتصرف غير مقبول، أو غير وارد في الحسبان لكن تأثيره في المجمل على هذه النخوة، لا أحد ضد تطبيق القوانين والأنظمة، ولا أحد أيضا مع استدعاء طبيب إلى الجريمة المعلوماتية لساعات كونه قام بفتح كلمة السر أمام أحد المرضى وهو معروف ويتردد على العيادة أكثر من مرة وبياناته معروفة وهو سوري الأصل.!

دعونا نفرق بين الجريمة وعمل الخير ودعونا نبحث عن تداعيات الجلوس ساعات من أجل الأخذ والرد والمثول أمام القاضي بتهمة النخوة وعمل الخير، وأن لا نعطي الجريمة المعلوماتية أكثر من حجمها في القانون!!.

خط أحمر

صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress/

Visited 38 times, 1 visit(s) today