الخبز مزراب فساد ومعركة صباحية لا بد منها
رفعت وزارة التموين سعر ربطة الخبز أكثر من 100 بالمئة، وأصبح سعر الربطة 3000 ليرة وفق الكلفة الحقيقية لها، والسؤال لماذا لم يتحسن نوعية الخبز الحر، ولم نتخلص من دوامة الانتظار أمام الافران والمعركة الصباحية للحصول على ربطة خبز بالسعر المدعوم، وعلى ما يبدو أن هذه الأزمة مستمرة وأسبابها واضحة وقديمة.
منذ ثلاث سنوات والحديث يدور حول رفع الدعم عن الخـبز ومنذ هذا التاريخ رفعت الحكومة الاردنية الدعم عن الخبز وصرفت بدل دعم الخبز مع الرواتب الشهرية، وتجربة الأردن خير دليل على أن القرار كان صائبا والذي يؤكد صوابيته في سورية هو ارتفاع كمية الهدر المستمرة في الخـبز، والفرق الكبير بين سعر الربطة في الفرن 250 ليرة، ولدى المعتمدين 500 ليرة، وبالسعر الحر في الشارع أصبحت اليوم 5000 ليرة، والحكومة خاسرة والمواطن خاسرن، والرابح هم السماسرة فقط.
اقرأ أيضا:تكاليف نقل الخبز ضغف ونصف ثمنه
اليوم في موازنة الحكومة تسمع عن عشرات المليارات لدعم الخميرة علما أن معامل الخميرة في ريف دمشق وحلب متوقفة بحسب مصادر “سونا نيوز” بسبب الاضرار التي لحقت بها من جراء الحرب، والحديث مغيب عن اصلاح هذه المعامل، والبديل هو الاستيراد والنوعية غير مقبولة ويشتكي منها أصحاب الأفران وهي السبب الأساسي في وجود خبز سيء.
وعلى الجميع أن يعلم أن الهدر ليس سببه المواطن لسبب بسيط أن الشعب السوري يعتبر الخـبز “نعمة” حسب العادات والتقاليد السورية، وحتى كسرة الخـبز يحافظ عليها لكن للأسف جميع ستات البيوت تشتكي من سوء الخـبز كونه غير صالح للف السندويش للأولاد، ومعانتهن يومية مع الخـبز وسوء تصنيعه.
اقرأ أيضا:من جديد توزيع الخبز إلى الواجهة.. البطاقة الالكترونية لم تحل المشكلة والهدر مازال كبيراً
الهدر بحسب مصادر “سونا” يتركز على المازوت المدعوم للأفران والكمية المرصودة كبيرة تتم وفق معادلة مع زيادة ويتسرب قسم منها قبل أن يصل، والأفران تتاجر بقسم ويتم تقنين المازوت وتخفيض درجة الحرارة المطلوبة للفرن فيخرج الخـبز غير ناضج، وبالنسبة للخميرة أيضا هناك قصص كثيرة عن الاستيراد والنوعية، وبالنسبة للطحين حدث ولا حرج، وبالنسبة لوزن الربطة أيضا هناك سرقة وبالنسبة لعمولات المعتمدين أيضا هناك زيادة أي أن معضلة الخـبز كتلة متكاملة من الفساد والهدر.
وتوجهنا بالسؤال للشارع السوري هل رفع الدعم وتوزيع مبلغ الدعم نقدي على المستحقين سيحسن أم يزيد من المعاناة، فكانت وجهة النظر منقسمة بين يرى أن رفع الدعم سيحسن الخـبز كون المنافسة ستصبح كبيرة، وتراخيص الأفران غير مرتبطة بمنطقة كما هو الحال القائم، والكثير من الناس قد تبدل عاداتها الغذائية وتذهب إلى خبز الشعير، أو النخالة، أو الذرة، أو المضاف له تفل تفاح، وهناك وجهة نظر أخرى وتخوف لدى أصحاب العائلات الكبيرة وقدرتهم على تأمين رغيف الخبز كون الاستهلاك اليومي لهم كبير جدا واعتمادهم الأساسي على الخبز في طعامهم اليومي.
ورأى اقتصاديون أن رفع الدعم عن الخـبز وبقاء المخابز تعمل وفق السعر الحر ومحاسبتها على الجودة وعلى الوزن سيحول سلعة الخـبز إلى أشبه بسلعة السكر والأرز والمتة والزيت وغيرها وستكون منافذ بيعها متعددة وجودتها متفاوتة ويمكن الحصول عليها في أي وقت، ولمن يخاف من انقطاع الخـبز نقول إن انتاج الخبز السياحي فائض عن الحاجة ولا يوجد أزمة عليه.
سونا نيوز
صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress