الدروس المستفادة من قضية الطفلة جوى
حمص..
إن التعاطي مع قضية الطفلة جوى يعكس بشكل طبيعي علاقة المؤسسات بالمواطن، سواء أكانت إعلامية أو إدارية أو اقتصادية أو تربوية أو اجتماعية. لايزال المسؤول ينظر إلى المواطن بفوقية ولاتزال المؤسسات الحكومية تتعامل مع المواطنيين باستغباء، ولايزال التصرف الشخصي هو المعمول به في أي مؤسسة. فالنقابات مثلا تعكس صورة النقيب وليس صورة النقابة والوزارات تعكس صورة الوزير لا الوزارة.
أصبحنا نسمع مايؤذينا يوميا وأضحت المؤسسات الحكومية وطريقة تعاملها مع المواطنيين مصدر قلق مستمر للناس على اختلاف مشاربهم. فالموظف المسؤول عن أي خدمة يستبيح لنفسه مايراه مناسبا لتحسين دخله غير آبه بغيره، والمسؤول ولو كان برتبة متواضعة لا يتوانى من ممارسة عنجهيته مع أقرب الناس إليه من أقارب وحتى زملاءه في العمل.
المؤسسات الإعلامية أصبحت تبحث عن الشهرة وتحقيق الحدث الضربة الذي يصل إلى الملايين دون اكتراث بمهنية الإعلام وحتى مشاعر الناس.
لقد أضحت مشاعر الناس خارج أي اعتبار فالكل لا يأبه بها، والكل نسيها. وماحدث في قضية المرحومة الطفلة جوى يعكس واقع عمل المؤسسات وطريقة تعاملها معنا، ويعكس أيضاً ردود أفعالنا التي لايختلف بعضها عن تصرفات من ننتقدهم من المؤسسات الحكومية والإعلامية.
كلنا شركاء بنا يحدث لنا، لا نحترم الخصوصية أبدأ ونسوغ لأنفسنا ما نحرمه لغيرنا، سواء أكنا أفراد أم مؤسسات، لازلنا في مرحلة التخبط بالتصرف وقلة الحيلة بنا يمكن أن نقوم به.
في بلاد الفرنجة وبلاد الاستعمار التي ندعوا عليها ليلا نهارا على أنها بلاد فسق ومجون، وبلاد تفتقد إلى العلاقات الاجتماعية السوية ونعيب عليهم مانعيب بقائمة تطول، لا يسمح لأحد بتبادل صور الطفل دون موافقة ذويه ولا يحق للإعلام أن يذكر اسم أي طفل تحت سن ال١٨ إن كان هناك تحقيق جنائي وكل هذا لحماية الطفل والحفاظ على الحد الأدنى من القيمة الإنسانية.
أن تتحول قضية الطفلة البريئة جوى إلى قضية رأي عام شيء جيد، العبرة في الدروس المستفادة. كان الله في عون أهلها ولا سامح الله كل مستهتر في عمله وكل مسيء لطفل أو لإنسان مهما كان نمط الإساءة. أعاننا الله على مانحن فيه ورحم الله الطفلة وألهم أهلها ومحبيها الصبر والسلوان، وحفظ الله السوريين من كل مكروه.