الدعم الاجتماعي أصيب بالسرطان والحل بالبتر
للأسبوع الثالث على التوالي ومن دون أي مقدمات ومبررات تذكر، وبحضور رسمي من قبل وزير التعليم العالي في الأسبوع الأول، ناقشت كلية الاقتصاد في جامعة دمشق الدور الأبوي للدولة، وتدخلها في الشأن الاقتصادي، والمسؤولية الاجتماعية، على مدى ثلاثة أسابيع حاضر فيها كبار الاساتذة الاقتصاديين في جامعة دمشق، وكانت النقاشات حامية وحادة أحيانا حول فشل الحكومة في التدخل الاقتصادي والاجتماعي، وتحولها إلى تاجر يبيع البصل والفجل في صالات السورية للتجارة.
نائب عميد كلية الاقتصاد في جامعة دمشق الدكتور ابراهيم العدي فتح الأسبوع الثالث برفع سقف التساؤلات بالقول ..// لا نعلم سبب الجفاء بين الجهات الحكومية والجامعات، ومقاطعة المسؤولين لورشات العمل التي تقيمها الجامعات، معتبرا أن كلية الاقتصاد هي “مشفى الاقتصاد”.
اقرأ أيضا:حجازي: الدور الاقتصادي للدولة السورية سابقا هو دور استحواذي
وقال العدي إن المتقاعدين في سورية تعرضوا لظلم كبير جدا، حيث دفع المتقاعد من راتبه 100اليرة، واليوم لا يحصل من تأميناته سوى ليرة واحدة، مستغربا رصد 50 مليارا من أصل الموازنة العامة للدولة 35500 مليار فقط للدعم الاجتماعي .
ورأى الاستاذ في كلية الاقتصاد بجامعة دمشق الدكتور علي كنعان أن سبب تراجع دور الدولة الاجتماعي يعود إلى سياسة تطبيق الرأسمالية بالعقلية الاشتراكية، وتطبيق الاشتراكية بالعقلية الرأسمالية، كما حدث في تطبيق اقتصاد السوق الاجتماعي وقال: إن الدولة دائما مع الأغنياء ضد الفقراء، إلا في بعض الأحيان يأتينا من يسعى إلى تحقيق العدالة الاجتماعية.
وبين كنعان أن الصراع بين التيارين الاشتراكي والليبرالي في سورية انتهى بانتصار التيار الليبرالي على الاشتراكي .
اقرأ أيضا:اقتصاديون ارقام الموازنة وهمية
الاستاذ في كلية الاقتصاد رسلان خضور الذي دافع عن الرأسمالية واعتبرها أكثر ذكاء وحكمة في التكيف من الاشتراكية، وتحملت المسؤولية الاجتماعية عبر التاريخ ما لم تحمله الاشتراكية، وقدم نسبة من الانفاق العام للمسؤولية الاجتماعية، ووجه رسالتين للقطاع الحكومي قال فيها: إن سياسة الدعم الحكومة كانت فاسدة والمجاملة كانت في الحد الأدنى تملق وفي الحد الأعلى خيانة.
واستغرب خضور خطوة الحكومة في رفع الدعم عن الأسمدة وبيع سعر الطن بثلاثة أضعاف سعره العالمي، داعيا المسؤولين إلى بيع سيارات اللكزس والفارهة وصرف ثمنها لتمويل ودعم أسعار الأسمدة كون الأسمدة هي عمود الزراعة والانتاج في سورية.
وأشار خضور إلى سلوك وزير سابق ورفضه تطبيق حكم قضائي مبرم لصالح أحد المستثمرين الذي من شأنه أن يرسل برسائل عكسية وسلبية إلى جميع المستثمرين داخل سورية وخارجها .
الأستاذ الدكتور أيمن ديوب اعتبر أن المشكلة الأساسية في سورية تكمن في الفساد وضعف إدارة الموارد كون السلع متوفرة بكثرة في الأسواق ولا تصل إلى مستحقيها.
اقرأ أيضا:تفاصيل تجمع بريكس الاقتصادى
عميد كلية الاقتصاد في جامعة دمشق الأستاذ الدكتور حسين دحدوح أكد أنه سيتم جمع جميع التوصيات والمداخلات ورفعها إلى الجهات المعنية في الدولة من أجل اتخاذ القرار المناسب.
فهل هذه المقدمات والتراجع في رصد المبلغ الخجول في الدعم الاجتماعي في موازنة عام 2024 هو مقدمة من أجل التخلي عن الدور الأبوي للدولة، وفي حال كان القرار متخذا لماذا الخجل والانتظار، وهل جميع التوصيات التي ستقدم سيتم الأخذ بها، وهل حقا أن كلية الاقتصاد هي المشفى الخاص بعلاج الاقتصاد، وكيف ستعالج المرض إذا كان نصف الفريق الحكومي من كلية الاقتصاد، أم أن المواقف لمجرد مصالح شخصية فقط.
خط أحمر
صفحة الفيس بوك:https://www.facebook.com/narampress/