حكي الناسعبي بالخرجمواضيع ساخنة

الصبر والصمود بين السُبات الحكومي وقانون قيصر

كثر الحديث في الأيام  الأخيرة عن التداعيات التي من الممكن أن يتسبب بها قانون قيصر التي بدأت الولايات المتحدة بتطبيقه كما نسمع منذ بضعة أيام، والتي على ما يبدو كان وقعه إلى الآن قاسياً على المواطن لدرجة أن الناس والحكومة والخبير والجاهل يشتركون في جهل ما يحدث، وحتى لحظة إعداد هذه المادة لا يلوح شيء في الأفق يفضي إلى شيء ما يمكن فهمه.

يخطر في بال الكثيرين تساؤلات محقة، تتعلق بأسلوب الحكومة وطريقة تعاملها مع هذا القانون الذي لا بد وأنها على دراية به منذ فترة. والسؤال الأكثر أهمية لماذا لم تفكر الحكومة قبل وتضع تصور أو خطة لما يمكن أن يحدث أو على الأقل كاشفت الناس وصارحتهم بأن المرحلة الحالية ستشهد ضغطاً اقتصادياً، عندها على الأقل سيكون الناس مدركين بأن هناك مرحلة جديدة تتطلب إجراءات مختلفة وتدابير قاسية، رغم أن أحزمة الكثير من الناس  اطبقت على حالها ولم تعد قادرة على الشد مطلقاً.

الحكومة مقصرة بالتأكيد، وإلى الآن يصر الفريق الحكومي على تجاهل مشاركة الناس بما يجول بخاطره، إن كان الفريق الحكومي الخدمي لا يملك شيئاً ليقول للناس فليخرج ويفصح عن ذلك. لا أعلم لماذا لم نر هذه المرة الكثير من محللينا الاستراتيجيين الذين لم يتركوا شيئاً إلا واتحفونا به من أزمة هونغ كونغ وتمرد نمور التاميل إلى التغير المناخي و أزمة  الكورونا، لقد صمتوا أو على ما يبدو أنهم مشغولين بتحليل وتأويل مآل المظاهرات التي تشهدها الثورة الأميركية وكأن الأميركيين يتسمرون أمام شاشاتهم لمتابعة التحليل الذي يقدمه  التلفزيون السوري الذي ينبش  خفايا الأمور ويضعها أمام المشاهد الأميركي المغلوب على أمره.

بعيداُ عن قانون قيصر الذي بدون شك سيزيد الضغط على المواطن والاقتصاد السوري، إلا أن الازمة الاقتصادية العالمية جراء الكورونا أيضاً عامل آخر يضاف إلى ما يعانيه كل من المواطن والاقتصاد من تبعات الحرب الطويلة والحصار الظالم الذي تسبب في كوارث يصعب حصرها. لن نعرج إلى قضية الفساد والاستهتار الذي يعاني منه القطاع الإداري والحكومي في البلد والذي يضيف عبئاً إضافياً كان بالإمكان تلافيه، ولكن سنذكر ونقول لمن يقرأ ويسمع بأن أية مشكلة لن تكون قابلة للحل من دون الاعتراف بها، وطالما ان الحكومة مصرة على عدم الاعتراف بالمشاكل ومشاركة الناس ومصارحتهم سنظل ندور في حلقة مفرغة. ليس من المعيب أن تعترف الحكومة بالعجز عن تحسين واقع صعب نتيجة عدة أمور قد يكون كثير منها ليس في متناول اليد وخارج حتى عن إرادة الجميع. ولكن أن يستمر الحال وكأن المسؤولين في حاله سبات ولا دور لهم سوى الأوامر الإدارية التي تذكرنا بين الفينة والأخرى بأنهم  أحياء فهذا والله ظلم كبير واستهتار غير مقبول.

كثير من الناس لا يطلبون من الحكومة في هذه الأيام إلا المكاشفة والصراحة، ونحن بدورنا لا نريد لهم أن يطلبوا من الناس الصمود والصبر فهم خير من صبر وصمد، ومن المعيب على أي شخص أن يطلب منهم ذلك. لو كان في هذه الدنيا عدالة لوجب على المسؤولين أن يبرهنوا للناس أنهم صامدون وصابرون، لسان حال الكثير منهم يقول ليُرينا مسؤولونا الذين يتبوؤون المناصب الحكومية مقدرتهم على الصبر والصمود وهذا لوحده كفيل بوقف تدهور أحوال الناس إن لم نقل تحسن أحوالهم.

 

A2ZSYRIA

Visited 9 times, 1 visit(s) today