العاصمة دمشق تعيش أفضل أيامها والوضع يحتاج إلى سكر زيادة لتحلية الرواتب
من يتجول في العاصمة دمشق منذ العشر الأخير من شهر رمضان المبارك الى اليوم، يلحظ بكل وضوح حركة الأسواق خاصةً بعد ضخ عشرات المليارات في الأسواق منها أكثر من 165 مليار ليرة منحة السيد الرئيس، وعشرات المليارات الأخرى التي وزعت عن طريق الجمعيات الخيرية، والمساعدات والحوالات الخارجية التي حركت الأسواق.
أسواق العاصمة كانت متخمة بالمتسوقين قبل العيد بالرغم من ارتفاع أسعار السلع والمواد الغذائية وأسعار الفواكه والخضار، وارتفاع أسعارالمنتجات إلى مستويات قياسية، وغير مقبولة، وغير منطقية دفعت بالاقتصاديين للمطالبة بإيجاد التسعير القسري الذي أرعب التجار وأخذوا يحذرون من مخاطره.
وتعتبر هذه الأيام من أفضل أيام العاصمة كونها تزامنت مع فرحة الاف العائلات بعودة الموقوفين بسبب الأزمة في سورية، وخروجهم من منازلهم وانتشارهم في الشوارع في محيط جسر السيد الرئيس لإنتظارهم، ومنهم من بقي الى ساعات متاخرة في الليل، ومن هذه الفرحة أيضا تسوية أوضاع الموفدين المنقطعين والتي أرخت بظلالها على عائلات أخرى .
وفي عيد الفطر السعيد عشرات آلاف المحتفلين بالعيد، ينتشرون من بداية سوق الحميدية إلى ساحة باب توما، ورغم إغلاق المحلات في سوق الحميدية إلا أن عشرات الآلاف في السوق يتجهون إلى دمشق القديمة مع أطفالهم، وهنا ينقسم أصحاب الدخل المحدود عن أصحاب الدخل المرتفع فبينما يحاول رب الأسرة اسعاد أطفاله بأقل نقود تخرج من جيبه يقف رب الأسرة الميسور أمام مطاعم الشاورما ومحلات الفواكه الطبيعية والبوظة على الصاج أو يحجز طاولات في المقاهي .
أصحاب المحلات بدورهم فهموا تركيبة المتسوقين فمنهم من اخترع إصبع الشاورما بسعر 1500 ليرة قد يكون بديلاً للفقراء من سندويشة الشاورما التي سُعّرت بـ 4500 ليرة، كما سُعّر الكيلو بـ 36 ألف ليرة، فيما اخترع أصحاب مطاعم البيتزا قطعة بيتزا ورشة بطاطا ب2500 ليرة علّها تكون وجبة مؤقتة لطفل وتخفف من طلباته حتى نهاية المشوار.
أسعار المأكولات والمشروبات مرتفعة جداً والعروض المعلنة أركيلة مع كأس شاي 16 ألف ليرة، وسندويشة البطاطا يتراوح سعرها بين 2500 و4500 ولا يوجد أقل فاتورة عائلية تقوم بالتذوق على الماشي أقل من 15 الف ليرة، وأقل صحن فواكه 8000 ليرة وطبعا هذه العروض يلتفت إليها أصحاب الجيوب المتوسطة .
وماينغص فرحة هذا العيد بالدرجة الأولى غياب الرقابة عن الأسواق وترك التجار تنهم ما تبقى من المنحة دون حسيب أو رقيب، وغياب وسائل النقل العامة بالرغم من حصول أصحاب السرافيس على مخصصاتهم من المحروقات، وقلة عدد باصات النقل الداخلي العاملة في العاصمة، وتقاض اجور زائدة كعيدية وتحكمهم بوضع الركاب .
وفي المطاعم التي تزنّر العاصمة اصطفت مئات السيارات أمام المطاعم ذات النجوم المتعددة تحتفل بعطلة عيد الفطر، ومنهم من حزم الحقائب وتوجه إلى المحافظات الساحلية التي وصلت الحجوزات الفندقية فيها إلى ما يقارب 90 بالمئة خلال العطلة، والجميع يسأل “كيف دبرت أمورك بالمحروقات “كون البلد تعاني من أزمة وقود ، فيسرد لك حكاية ورواية تفهم منها كيف تحولت البيوت إلى مستودعات وقنابل موقوتة ببيدونات البنزين.
وما ينغص الفرحة أيضاً قلة السيولة بيد أصحاب الدخل المحدود، صحيح أنهم حسوا ببحبوحة كونهم قبضوا المنحة لكن للأسف الديون تحيط بهم من كل حد وصوب، وما ينقصهم رشة سكر زيادة تزيد من حلاوة معاشاتهم، وتنقذهم من هذا الفقر الأعمى، حتى يؤمنوا بأعمالهم ويعودوا إلى نشاطهم في إعادة بناء مؤسساتهم.
الساعة_25