الفشل في تحديث خطوط الشركة العامة لتعبئة المياه يكشف فساد العقود بالتراضي
طرطوس..
وأخير التفتت الحكومة الى الهدر الكبير الواقع في المياه المعدنية في المحافظات، وفشل الشركة العامة لتعبئة المياه بوحداتها الانتاجية الاربعة في استثمار المياه النقية وتسويقها.
الشركة العامة ومقرها في طرطوس التي يشرب أهلها في غالبيتهم من مياه البيدونات المستجرة بسيارات خاصة من ريف الدريكيش البعيد، وخاصة من منطقة جبل النبي متى المشهورة بالمياه طيبة المذاق وخالية من الكلس، وتنقل المياه الى جميع أرياف المحافظة والمدينة .
ويباع البيدون من المياه من دون فراغ بين 300 و350 ليرة، وتحقق هذه السيارات أرباحا طائلة على حساب الشركة المتعثرة بمشاريعها الانتاجية، وفشل وزارة الصناعة في تحديث خطوط انتاجها واستثمار هذا الفائض الكبير في المياه المعدنية، وتحقيق الارباح بدلا من السيارات العاملة .
صحوة مجلس الوزراء الأخيرة ولو انها متأخرة لكنها لم تلتفت الى المشاريع المعلنة من قبل الشركة والمتعثرة في تسويق المناقصات والعقود لأسباب لا يعلمها الا الله وأولي الامر، ولاحقا بعد سنوات ستتكشف ان المناقصات دورت زواياها لترسو على شركة واحدة محددة في تعاقد بالتراضي، بعد انكشاف عروض الشركات التي لديها مصالح في التقدم الى المناقصة .
اليوم استمرار فشل الشركة في تحديث خطوط انتاجها غير مبرر على الاطلاق، ولا نعلم اين المشكلة في الشروط التعجيزية، ام في الحفاظ على حقوق الخزينة، ام الفساد في الهدر الحاصل في استثمار الوقت وفوات عائدات كبيرة، لنصل الى الفساد والوقوع فيما بعد تحت نير مستثمر واحد يضع شروطه ويحقق المزيد من الخسائر للشركة .
كل من يرى السيارات التي تنقل المياه لمسافة تزيد عن 50 كلم وتحقق الارباح اليومية، بينما شركة بوحدات انتاج وسيارات وعاملين تفشل في استثمار المياه يأتيه العجب، هل لهذه الدرجة وصلنا الى الدونية في العقلية الادارية، وهل وزارة الصناعة عاجزة عن وقف الهدر، وهل هي عاجزة عن ايجاد مستثمر لتوريد خط انتاج، أو لتوريد مستلزمات الانتاج، ياسادة الفساد وصل الى الشفة مع المياه المعقمة ويشرب نخبه على عينك ياحكومة .
A2Zsyria